مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 108

108
لم نعثر على مصطلح النسبية ولو إشارة،
شرح الكلمات دون أي إضافة تذكر في
المعنى العام لنسبية الزمن في هذه الآيات،
ولعل الذي يشفع لهم في عدم تناولهم
أنهم لا يمكن أن يعرضوا لكل النظريات
لأصبح تفسيرهم موسوعة ّ والأفكار، وإ
كونية وعلمية شاملة. لقد وردت إشارات
عابرة في كتب تعنى بالدراسات الكونية في
القرآن الكريم.
وهناك في القرآن الكريم قصص
ا ً توضح مفهوم الزمن النسبي، ولكن توخي
للاختصار فقد عمدنا إلى ذكر قصة واحدة
من تلك القصص:
نسبية الزمن
في نقل عرش الملكة بلقيس
ا إلى أن ً توصل علماء الفيزياء رياضي
الإحداثيات لا تقف عند أربعة، بل قد
ا. فالإعجاز ً تصل إلى أحد عشر إحداثي
ن أن الأبعاد، ومنها الزمكان، َّ العلمي قد بي
لها معطيات أخر، سواء تحت إمكان
الإحساس به، كالأبعاد الأربعة. أو التي لا
يمكن الإحساس بها، مما هو فوق الأربعة،
حسب النظريات العلمية الحديثة، وقد جاء
عندما A ذلك في قصة النبي سليمان
سأل ملأه وهو في فلسطين عن أيهم يأتيه
بعرش الملكة بلقيس وهو في اليمن، كما
ْم ُ ك ُّ يَ أ ُ َ
ل َ م ْ ا ال َ هُّ يَا أ َ ي َ ال َ (ق في قوله تعالى:
* َين ِ م ِ ل ْ س ُ ي م ِ ون ُ ت ْ أ َ ي ْ نَ أ َ ل ْ ب َ ا ق َ ه ِ ش ْ ر َ ع ِ ي ب ِ ين ِ ت ْ أ َ ي
ْنَ أ َ ل ْ ب َ ق ِ ه ِب َ يك ِ تَا آ َنَ أ ِّ ن ِ ج ْ ال َ ن ِم ٌ ريت ْ ف ِ ع َ ال َ ق
ٌين ِ مَ أ ٌّ ي ِ و َ قَ ل ِ ه ْ يَ ل َ ي ع ِّ ن ِ إ َ و َ ك ِ ام َ ق َ م ْ ن ِ م َ وم ُ قَ ت
ا َ نَ أ ِ ابَ ت ِ ك ْ ال َ ن ِ م ٌ م ْ ل ِ ع ُ ه َ د ْ ن ِ ي ع ِ ذَّ ال َ ال َ * ق
ا َّ م َل َ ف َ ك ُ ف ْ ر َ ط َ ك ْ يَل ِ إ َّ دَت ْ ر َ ي ْ ن َ أ َ ل ْ ب َ ق ِ ه ِ ب َ يك ِ تَآ
ي ِّ ب َ ر ِ ل ْ ض َ ف ْ ن ِ ا م َ ذ َ ه َ ال َ ق ُ ه َ د ْ ن ِ ا ع ًّ ر ِ ق َ ت ْ س ُ م ُ هَآَر
ا َ م َّن ِ إ َ ف َ ر َ ك َ ش ْ ن َ م َ و ُ ر ُ ف ْ كَ أ ْ مَ أ ُ ر ُ ك ْ شَأَي أ ِ ن َ و ُ ل ْ بَي ِ ل
ٌّي ِ ن َ ي غ ِّ ب َ ر َّ ن ِ إ َ ف َ ر َ فَ ك ْ ن َ م َ و ِ ه ِ س ْ ف َ ن ِ ل ُ ر ُ ك ْ شَي
، فيلاحظ وجود ثلاثة (النمل: 83ـ04) ) ٌيم ِ ر َ ك
تقديرات زمنية:
:A1- تقدير الزمن لدى سليمان
ا إلى ً ، منسوب) َين ِ م ِ ل ْ س ُ ي م ِ ون ُ ت ْ أ َ ي ْ نَ أ َ ل ْ ب َ (ق
معطيات الإنس.
2- تقدير الزمن لدى عفريت من الجن:
ا إلى ً ، منسوب) َك ِ ام َ ق َ م ْ ن ِ م َ وم ُ ق َ ت ْ نَ أ َ ل ْ ب َ (ق
معطيات الجن.
3- تقدير الزمن لدى الذي عنده علم
،) َك ُ ف ْ ر َط َ كْ ي َ ل ِ إ َّ د َ ت ْ ر َ ي ْ نَ أ َ ل ْ ب َ (قمن الكتاب:
ا إلى معطيات الذي عنده علم من ً منسوب
الكتاب. أما الحادثة فهي واحدة، وهي
نقل العرش واحتمالية تقدير الزمن عند
الثلاثة مختلفة، إذ علمنا من الآية الكريمة
أن الذي عنده علم من الكتاب استطاع نقل
العرش في زمن أقل من طرفة عين، وهذا
محتمل من الناحية النظرية، فالمسافة بين
اليمن وفلسطين لا تتجاوز 3 آلاف كيلومتر
فلو كانت سرعة نقل العرش تعادل واحد
بالمائة من سرعة الضوء (أي ثلاثة آلاف
كم/ثا) لاحتاج نقل العرش إلى ثانية واحدة،
وهي تعادل طرفة عين. أما العفريت
Aمن الجن فحسب قيام النبي سليمان
من مقامه، فهو لا يتجاوز ساعات حسب
تقدير الزمن، هذا معناه أن لدى الثلاثة
ولكل منهم معطيات خاصة بتقدير
الزمن، كل بحسب الزمكان الذي ينسب
إليه. فالإحداثيات الزمنية التي يتحرك
في إطارها تعادل طرفة عين بالنسبة إلى
وبالنسبة إلى العفريت من الجن Aسليمان
تعادل مدة جلوس سليمان قبل أن يقوم من
مقامه.
لقد بين الإعجاز العلمي القرآني كيف
يمكن للمادة (وهي العرش) أن تنتقل من
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه