مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 106

106
لكل مكان زمان.. الوقت يقصر أو يطول
بتغير الفضاء، ولكن لا نشعر بذلك لأن
كل الحدود والأبعاد تقصر أو تطول بنفس
النسبة،...المكان والزمان يختلفان بالمقدار
باختلاف الفضاء المنسوبين إليه).
(... وأما الزمان فهو كالفضاء لفظة
معبرة بنفسها غنية عن التحديد، وقد
يسوغ أن ندعوه تعاقب الأشياء باللانهاية...
فالزمان يتولد من تولد الأشياء وينقضي
بانقضائها، وهو بقياس الأبدية، فتختلف
الأزمنة على اختلاف العوالم، وخارج هذه
التعاقبات الفانية تسود الأبدية وحدها،
وتملأ بضيائها فلوات الفضاء التي هي غير
.
)1(
محدودة)
(إن النظريات العلمية هي عموميات
ا آخر، وهي
ً
ا، ونسبية زمان
ً
مطلقة زمان
عبارة عن علاقات ورموز تفسر العالم من
حولنا أو هي اللغة اللازمة لشرح الظواهر
إلى الحد الذي يجعلها متوافقة مع المنطق
.
)2(
العقلي)
(إن في القرآن الكريم مادة زمنية غزيرة
تستلزم دراستها والبحث فيها، لتوضيح
معالم الزمن القرآني، وتحديد قواعده
وأسسه، وذلك بتوظيف المنهج القرآني
.
)3(
العقلي البرهاني اليقيني في تفهمه)
ا
ً
إن موضوع الزمن قد لاقى اهتمام
ا لدى العلماء، من حيث كونه ذا دلالة
ً
كبير
قصوى في المسيرة الكونية، مع ما ينعكس
منها على طبيعة الحياة البشرية.
إن الزمن له علاقة وطيدة مع المكان، ما
يسمى بـ (الزمكان) وخصوص نسبية الزمن
مع موقع الحادثة، ما هي التقديرات الزمنية
لحادثة واحدة، ويعرف الزمن بأنه الوعاء
الوقتي للحدث ويصنف إلى الزمن الكوني
وهو يمثل حركة الكواكب والنجوم والأقمار
والمجرات، والزمن الجغرافي وهو يتعلق
بزمن حركة الأرض حول الشمس وحول
نفسها وحركة القمر حول الأرض.
إن الزمن في عالم الغيب يعلمه الله تعالى
والحدث يستوعب في الزمان والمكان.
وهيئة الحدث وهو ما يمثله الناظر للحدث.
ا في حركة. مواصفات الحدث
ً
وهو دوم
تتمثل في الرائحة والشكل واللون والطعم
والصوت والإحساس الشعوري وغيرها،
والمنظور لا يمثل دوما الحقيقة، بل بحسب
الناظر. والموجود وهو ما خلقه الله تعالى.
ففي الماضي لم يكن هناك مكان وزمان إذ
ُ
ل
َّ
و
َ
ْ
ا
َ
و
ُ
كان الله ولم يكن معه شيء فالله
وكل منظور من قبل أي
(الحديد3:)
) ُ
ر
ِ
خ
َ
ْ
ال
َ
و
ناظر، هو نسبي (ماعدا الله سبحانه)، أي
أن العلاقة بين الناظر والمنظور نسبية
وهي شمولية، أي تشمل الأجزاء كلها
وحدة النسبية بين الناظرين والمنظورين ما
يؤدي إلى استقرارها، ومن ثم إلى تناسب
استقراري بين الناظرين كفئة والمنظورين
كفئة أخرى والناظرين والمنظورين كفئة
ثالثة، فلا تكاد تمضي حقبة من الزمن
إلا ويبهر بإعجازه العلماء والباحثين في
النظرات التجريبية والنظرية الذين لا
لما تمليه عليهم عقولهم ولا
ّ
يستندون إ
ما يرونه بأعينهم المجردة،
ّ
يصدقون إ
َ
ن
ِ
ا م
ً
اب
َ
ب
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َ
ن
ْ
ح
َ
ت
َ
ف
ْ
و
َ
ل
َ
فقال الله تعالى:
ا
َ
م
َّ
ن
ِ
وا إ
ُ
ال
َ
ق
َ
* ل
َ
ون
ُ
ج
ُ
ر
ْ
ع
َ
ي
ِ
يه
ِ
وا ف
ُّ
ل
َ
ظ
َ
ف
ِ
اء
َ
م
َّ
الس
) َ
ون
ُ
ور
ُ
ح
ْ
س
َ
م
ٌ
م
ْ
و
َ
ق
ُ
ن
ْ
ح
َ
ن
ْ
ل
َ
ا ب
َ
ن
ُ
ار
َ
ص
ْ
ب
َ
أ
ْ
ت
َ
ر
ِّ
ك
ُ
س
.
(الحجر: 41ـ 51)
إن الفكر الغربي أنتج دراسات وأبحاث
لا تحصى في موضوع الزمن، وأسس
نظريات وتقنيات عالية، وابتكر مصطلحات
.
)4(
ومفاهيم متداولة في شتى العلوم
إن القرآن الكريم هو المصدر الأول
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
1...,107,108,109,110,111,112,113,114,115,116 96,97,98,99,100,101,102,103,104,105,...132
Powered by FlippingBook