مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 77

77
مجلة ينابيع
عاشوراء الفاجعة والنهضة
والعار بعينه.
وما أكثر الساكتين الخانعين الخاضعين
الخائفين على لذائذ دنياهم بعد أن مشوا
في ركب المصالح الدنيوية أو ربما الخوف
من غضبة الحاكم. لذلك فضلوا اللوذ
بالجبل، وياله من جبل للعار والشنار دفعوا
من أجله الكثير من كرامتهم ورجولتهم
من أجل أن يملؤوا بطونهم وجيوبهم
بالسحت الحرام وأن يدعوا الخلق للخالق
باستكانة وذل وأن ينتظروا لعل الله ينزل
على عدوهم صاعقة من السماء!! وهيهات
ذلك، فالحق المسلوب لابد أن يسترجع
بالسيف من ظالم فاسد مثل يزيد.
وحتى حينما يعجز السيف لحسابات
عسكرية عددية وتعبوية كما في نهضة
في موارد وأسباب
A
الإمام الحسين
يعجز المقال في ضيق ذكره: فإن مثل هذا
مساره
A
الظرف قد حول الإمام الحسين
إلى نصر عبر إدخال معادلة الدم بدل
السيف وهو البديل الذي أدى فيما بعد إلى
استرجاع الحقوق والإطاحة بالظلمة.
المعادلة الصعبة:
A
لم يكن ـ حتى قيام الإمام الحسين
بأن الانتصار
ً
بنهضته المباركة ـ معروفا
الكبير ممكن أن يحدث لصاحبه بعد أن
يقتل هو وجيشه (أصحابه) ثم تسبى نساؤه
.! ً
وعائلته من بعده. ولكن ذلك حدث فعلا
بعد أن استشهد
A
إذ أن الإمام الحسين
ورفع رأسه مع الآل والأصحاب على الرماح
وسارت جحافل (المنتصرين) بالرؤوس
والسبايا من النساء والأطفال نحو الكوفة
ثم الشام أدرك هؤلاء المنحرفون القتلة
سر هذا الدم وأنه ليس كغيره من الدماء.
لقد أصبح هذا الدم وعلى طول الطريق
من النار
ً
في المسير نحو الطاغية مشعلا
ابتدأ في
ً
مدويا
ً
صارخا
ً
والنور وصوتا
حينه ولم يتوقف لحد الآن: أن أفيقوا
أيها النيام أيها التائهون أيها الضالون أيها
المخدوعون… أفيقوا من هذا السبات
الطويل واعرفوا عدوكم وعدو دينكم وعدو
نبيكم، هذا الامتداد الأموي المخزي لخط
أبيه وجده وأسرته التي ما آمنت بهذا الدين
… بل إنها ما
ً
ولا أحبت نبي هذا الدين يوما
صدقت هذا الدين ونبيه واعتبروه خدعة
هاشمية جاءت من أجل الحكم ليس إلا
ومصداقيته قول يزيد:
(لعبت هاشم بالملك فل
.
)4(
خبر جاء ول وحي نزل)
انهيار مملكة الخوف:
إن إمارة الخوف التي أسسها
F
المنحرفون المنقلبون على رسول الله
F
الذين سلبوا الخلافة بعد وفاة النبي
ى أسسها معاوية وابنه يزيد، قد زعزع
ّ
وقو
A
أركانها وهز أسسها الإمام الحسين
بنهضته العظيمة وإن دماءه الطاهرة قد
أفشلت هذا المشروع وعاد بالأمة إلى
الأمل في الإصلاح من خلال ما تلا ذلك
من ثورات وانتفاضات حملت معالم وروح
ومبادئ النهضة الحسينية المباركة.
الواقع
A
لقد رفض الإمام الحسين
المتردي للأمة الإسلامية من خلال إطلاقه
مشروعه الإصلاحي الكبير، ولسان حاله
يقول:
إن كان دين محمد لم يستقم
إل بقتلي يا سيوف خذيني
حيث قدم على مذبح الشهادة الطاهر
الصفوة من أهله وصحبه قرابين على
طريق الحرية والحق لتقويض أسس الشر
والخراب والهزيمة والباطل ثم قدم ووهب
دمه الطاهر الزكي بضمير ملؤه اليقين
1...,78,79,80,81,82,83,84,85,86,87 67,68,69,70,71,72,73,74,75,76,...132
Powered by FlippingBook