مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 74

مجلة ينابيع
74
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
عاشوراء الفاجعة والنهضة
محمد علي جعفر /باحث إسلامي وكاتب
التغييرية
A
إن نهضة الإمام الحسين
لا ترقى في القياسات المادية إلى
مصاف الحركات المعروفة في
التاريخ من حيث العدة والعدد حسب ما
هو متعارف عليه في القياسات العسكرية
للحركات والثورات على مر العصور،
ا
ً
وبالتالي فهي لا تستطيع أن تحقق أهداف
مادية مرئية.
أما في الواقع الذي حدث وبالنتائج
المستحصلة من هذه النهضة من استرجاع
لكرامة الأمة وكشف الزيف والخداع عن
طريق العطاء البالغ والسخاء أللامحدود
إذ وجد في
A
الذي بذله الإمام الحسين
دمه ودماء أهل بيته وأصحابه المحفز
الوحيد في خلق هزة الضمير وصحوته من
الحالات التخديرية التي مورست من قبل
السلطة الأموية لإماتة القيم وروح التطلع
وانسلاخ الضمائر.
إن أساس الصراع بين الإمام
ويزيد بن معاوية هو صراع بين
A
الحسين
منهجين متباينين بين الحق والباطل، بين
طاغية فاسد فاسق قد أرهب وأفسد الأمة
الذي يطمح لاسترجاع
F
وبين سبط النبي
قيم الأمة وحقوقها وفق ما تعارفت عليه
مبادئ الإسلام التي غيبها الفساد في الحكم
عبر سلبه من صاحبه الشرعي والاستئثار
به من أناس عادوا بالدين ونهجه إلى عصور
الظلام والجاهلية.
في نهضته لم يطلب
A
والحسين
فهو أبعد ما يكون
ً
ولا جاها
ً
ولا مالا
ً
سلطانا
عن طلب هذه الأمور السطحية التي يطلبها
فهو
ً
من الخارج وهو الذي يحتويها أصلا
C
وابن علي وفاطمة
F
حفيد رسول الله
فأي مجد أعلى من هذا المجد وأي شرف
أرفع منه يبتغيه من عتل زنيم إلا أنه قد
َ
ر
َ
ب
ْ
د
َ
أ
َ
و
ْ
ت
َ
ر
َّ
ك
َ
ن
َ
ت
َ
و
ْ
ت
َ
ر
َّ
ي
َ
غ
َ
ت
ْ
د
َ
يا ق
ْ
ن
ُّ
الد
َّ
ن
ِ
وجد (إ
ِ
ة
َ
باب
ُ
ص
َ
ك
ٌ
ة
َ
باب
ُ
ص
ّ
لا
ِ
ها إ
ْ
ن
ِ
م
َ
ق
ْ
ب
َ
ي
ْ
م
َ
ل
َ
ها، و
ُ
وف
ُ
ر
ْ
ع
َ
م
،
)1(
) ِ
بيل
َ
و
ْ
ى ال
َ
ع
ْ
ر
َ
م
ْ
ال
َ
ش ك
ْ
ي
َ
ع
ِ
سيس
َ
خ
َ
، و
ِ
ناء
ِ
ْ
الإ
ما آلت إليه
A
هكذا يرى الإمام الحسين
الدنيا في عصر الظالم وابن الظالم وهو
يعاتب الذين طلبوا منه التريث في الخروج
أو عدم الخروج لوجود (مخاطر) عليه،
وخوف من غضب يزيد إن خرج عليه
، ِ
ه
ِ
ب
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
ُ
لا ي
َّ
ق
َ
ح
ْ
ال
َّ
ن
َ
أ
َ
ن
ْ
و
َ
ر
َ
لا ت
َ
: (أ
A
فيقول
ُ
ن
ِ
م
ْ
مؤ
ْ
ال
َ
ب
َ
غ
ْ
ر
َ
ي
ِ
، ل
ُ
ه
ْ
ن
َ
ناهى ع
َ
ت
ُ
لا ي
َ
ل
ِ
باط
ْ
ال
َّ
ن
َ
أ
َ
و
ّ
لا
ِ
إ
َ
ت
ْ
و
َ
م
ْ
ال
َ
رى
َ
ي لا أ
ّ
ن
ِ
إ
َ
، ف
ً
ا
ّ
ق
ِ
ح
ُ
م
ِ
الله
ِ
قاء
ِ
في ل
.
)2(
) ً
ما
َ
ر
َ
ب
ّ
لا
ِ
إ
َ
مين
ِ
ال
ّ
الظ
َ
ع
َ
م
َ
ياة
َ
ح
ْ
ال
َ
لا
َ
سعادة، و
فأي فرق شاسع بين ما يرونه وبين ما يراه…
هم ينظرون إلى سلامته وأمنه وأمانه من
يرى أن الأجدر النظر إلى
A
الطاغية وهو
سلامة الدين وأمانه من أيدي المنحرفين
المحرفين للقيم الإسلامية التي جاء بها
ÍÃMI¹Ä
1...,75,76,77,78,79,80,81,82,83,84 64,65,66,67,68,69,70,71,72,73,...132
Powered by FlippingBook