مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 76

مجلة ينابيع
76
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
.
F
جده الرسول الأعظم محمد
مملكة الخوف:
هكذا يريدها كل حاكم ظالم يطيح
لك
ُ
بالرؤوس كي تبقى التيجان مملكة للم
العقيم، وهكذا أسس لها معاوية وخلفها
لابنه يزيد، نهج أخذوه ممن سبقهم،
ووهبوه وتركوه لمن خلفهم، نهج تكمم
فيه الأفواه، تكبل فيه الأيادي، يذبح فيه
كل ذي صوت حر يرفض الجور والعبودية
والخنوع. مملكة للسيوف فقط أن تتحدث
وللهامات فقط أن تطأطئ وللفسقة الفسدة
فقط أن تحكم وتتحكم في مصائر البلاد
والعباد.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي
ْ
ن
ِ
ه م
َّ
و
ُ
د
َ
ع
ُ
ن
ِّ
ك
َ
م
ُ
ي
ً
أ
َ
ر
ْ
ام
َّ
ن
ِ
إ
ِ
: والله
A
طالب
ي
ِ
ر
ْ
ف
َ
ه، وي
َ
م
ْ
ظ
َ
ع
ُ
م
ِ
ش
ْ
ه
َ
ه، وي
َ
م
ْ
ح
َ
ل
ُ
ق
ُ
ر
ْ
ع
َ
ه ي
ِ
س
ْ
ف
َ
ن
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ْ
ت
َّ
م
ُ
ا ض
َ
م
ٌ
يف
ِ
ع
َ
ه ض
ُ
ز
ْ
ج
َ
ع
ٌ
يم
ِ
ظ
َ
ع
َ
ه ل
َ
د
ْ
ل
ِ
ج
، َ
ت
ْ
ئ
ِ
ش
ْ
ن
ِ
إ
َ
اك
َ
ذ
ْ
ن
ُ
ك
َ
ف
َ
ت
ْ
ن
َ
ه، أ
ِ
ر
ْ
د
َ
ص
ُ
ح
ِ
ان
َ
و
َ
ج
ٌ
ب
ْ
ر
َ
ض
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
َ
ي
ِ
ط
ْ
ع
ُ
أ
ْ
ن
َ
أ
َ
ون
ُ
د
ِ
الله
َ
و
َ
ا ف
َ
ن
َ
ا أ
َّ
م
َ
أ
َ
ف
ُ
يح
ِ
ط
َ
وت
ِ
ام
َ
ه
ْ
ال
ُ
اش
َ
ر
َ
ه ف
ْ
ن
ِ
م
ُ
ير
ِ
ط
َ
ت
ِ
ة
َّ
ي
ِ
ف
َ
ر
ْ
ش
َ
م
ْ
ال
ِ
ب
ما
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
َ
د
ْ
ع
َ
ب
ُ
الله
ُ
ل
َ
ع
ْ
ف
َ
. وي
ُ
ام
َ
د
ْ
ق
َ
والأ
ُ
د
ِ
اع
َ
و
َّ
الس
.
)3(
) ُ
شاء
َ
ي
كيف
A
انظر إلى مدرسة الإمام علي
تجلت في فكر وسيرة سيد الشهداء أبي
كتجلي الشمس في
A
عبد الله الحسين
رابعة النهار، قالها ثم ثبت عليها (هيهات…
A
ثم هيهات). لقد رفض الإمام الحسين
الاعتراف بهذه المملكة القائمة على الظلم
واستلاب الحقوق والحريات والتحكم
برقاب الأمة دون مراعاة لقدسية صاحب
أو مداراة لمن حمل
F
الرسالة محمد
هموم الأمة منذ البدء ونهض بأعبائها
الثقيلة وأرسى دعائمها الثابتة وأعلى أركانها
الذي
A
السامقة، ذاك هو الإمام علي
وهو صغير
ً
وحارسا
ً
كان لابن عمه حاميا
عن الدين وهو كبير.
ً
ومجاهدا
ً
ومدافعا
ً
في غمد ولم يغمض جفنا
ً
لم يترك سيفا
على عين، حتى تحقق للأمة نصرها الكبير
F
بأخيه الرسول
ً
وخيرها الوفير مسنودا
بالعلي القدير. حتى كمل الدين
ً
ومؤيدا
بولايته ورضي الله للناس بدينه بعد
ُ
ت
ْ
م
َ
م
ْ
ت
َ
أ
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ين
ِ
د
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
ت
ْ
ل
َ
م
ْ
ك
َ
أ
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
(ال
إمارته
) ً
ينا
ِ
د
َ
م
َ
ل
ْ
س
ِ
ال
ُ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
يت
ِ
ض
َ
ر
َ
ي و
ِ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
(المائدة : 3).
ويقف مرة أخرى الإيمان والحق كله
بوجه الكفر والشرك كله. ويخرج من رحم
. ليس
ً
شديدا
ً
الأمة المتهالكة الخاملة وليدا
في قاموسه المعنى الموجود
ً
موجودا
للموت كما هو مدون في جميع قواميس
الدنيا بل هناك كلمة أخرى حلت محلها
تلك هي (السعادة) وذلك بإدراك الشهادة.
بقامة لا تعلو
A
فانبرى لها سيد الشهداء
عليها كل القامات وإن اجتمعت وبعزم
وبأس راسخ وصبر لا مثيل له منذ بدء
الدنيا حتى آخر يوم فيها. قامة تعلو
بالصوت المرعب المدوي لكل الظلمة:
جئناك كربلاء… هيهات منا الذلة، أو السلة
ولا الذلة.
وكان القرار السديد، الثابت على
يقين شديد ونهج أكيد، إن المسير واجب
بالأهل والأحباب والصحابة النجباء
لمقارعة ومنازلة الفاسق والفاجر والفاسد
يزيد. ومرة أخرى يدور الزمن دورته وتكاد
الأدوار تتشابه والصور تتطابق.
بعد التوكل على
A
انطلق أبو الشهداء
الله نحو العزة والفخار من أجل تصحيح
المسار المنحرف بعد أن وصل الانحراف
للمؤمنين) له بركة من
ً
أن يجعل يزيد (أميرا
خمر، وأن تلعب القيان والراقصات بين
يديه، حال أصبح السكوت عليه هو الخزي
1...,77,78,79,80,81,82,83,84,85,86 66,67,68,69,70,71,72,73,74,75,...132
Powered by FlippingBook