مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 67

67
مجلة ينابيع
ÍÃMI¹Ä
يا غريب الطفـوف يومك صـوت
يمـلأالخافقيــنمنـــهالنـــــداء
فدماء الشهيـد تنطفئ الدنيـا
ول تنطـفــي لهـــــا أصــــــداء
ا
ً
ا صــان الخلود شهيـــــد
ً
يا غريب
ى بحبـــــه الغربــــــاء
ّ
فتــعــز
ا
ً
وطــوىصفحـة الحــياة أبيـــــ
عزمه فاقتدى بــــه الشهــــــداء
الشهادة رمزعلوييكتبللشهداء في الحياة وهي
عالم من النور يحيطهم بعد حياتهم، وليست
كل تضحية شهادة، إنما الشهادة تضحية بالنفس
ا عن الوطن أو العقيدة أو المجتمع
ً
للحق دفاع
A
في وجه ظالم، وشهادة الإمام الحسين
ٌ
ا لحظة
ً
قدوة يقتدي بها الشهداء . تقف أحيان
من التاريخ في مفترق طرق، فإما النور أو
الظلام، فمن اختار النور كان في مواجهة
الظلام وهذه المواجهة ليست فردية إنما هي
مواجهة معسكر يطلب الحق تجاه معسكر يصر
على الباطل. وكانت قبل هذه المواجهة مواجهة
ودعوته الإسلامية تجاه معسكر
F
الرسول
ظلام الجاهلية ورموزه ثم تلاها مواجهة الإمام
علي وقيادته تجاه رموز الفتنة والاستحواذ على
الحقوق وإبعاد أهلها ثم استمرت هذه المواجهة
واستعرت نارها بمعسكر
A
للإمام الحسن
تجاه معسكر يزيد بن معاوية. فإما
A
الحسين
قبول بالانحراف وما يقع فيه التاريخ والمجتمع
والقيم الإنسانية، وإما التضحية لتقويم
الانحراف لتتسلم الأجيال مسارها التاريخي،
ا عن قيم الحياة الإنسانية
ً
مسار الشهادة دفاع
والنظام الاجتماعي النبوي أو الرضوخ وقبول
العودة إلى نظام التقاليد الجاهلية بعصبيتها
القبلية وقيمها البالية التي جددها الإسلام بقيم
إنسانية ونظام اجتماعي في العقيدة السمحاء
ومفاهيم كتابه العزيز وأبعاد الفكر النبوي بعد
. هذا ما ينبغي أن نفهمه
F
غياب الرسول
A
من هذه الذكرى لواقعة كربلاء. فالحسين
ذلك الاسم العظيم والفكر العظيم، فالحسين
تصغير (حسن) للتعظيم كما هو للتحبيب في
، فهو للتحبيب
F
تسمية الرسول الكريم
كصيغة في صرف العربية وللتعظيم كمفهوم
جاء من مسميه، فتصغير التعظيم ينبغي أن
وأن لا
A
م الأجيال بذكر اسم الحسين
ِ
فه
ُ
ن
يقتصر الصرف على ذكر كلمة (دويهية) غير
المفهوم معناها فقط .
هذه العظمة تتصل بسيرته وقيادته للحظة
التي وقف التاريخ فيها على مفترق طرق،
ا في التاريخ
ً
كما ذكرت لقد ظل صوته مدوي
يعلن عن هدفه الذي ثار من أجله (....وإني لم
ا
ً
ا ولا ظالم
ً
ا ولا مفسد
ً
ا ولا بطر
ً
أخرج أشر
)1(
وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)
هذا الصوت وهذا الهدف تجاه المدعين وهم
(الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت
)2(
معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون)
إذن لدينا معسكران أحدهما الدفاع عن مسار
الإسلام من التشويه والتحريف، والآخر اتخاذ
الدين غطاء لتحقيق المصالح والمآرب، فإذا
كشف الغطاء لتبين حقيقة الادعاء.
ّ
الجد
ّ
د
َ
ج
هذا الصراع بين الحقيقة وادعائها أزلي يتخذ
الوجوه والمسميات في العصور المختلفة وفي
كل زمن يتجدد بشهداء يبعثون به روح الثورة،
فالصراع بين الإسلام والشرك تجدد في حرب
الجمل وصفين ثم توهج يوم الطف في ثورة
ا والأسماء
ً
ويظل العنوان واحد
A
أبي الشهداء
ا،
ً
تتغير، وقد رأيناه في العصر الحديث واضح
وما زلنا نعيشه مع التيار التكفيري كل ذلك
A
يمكن أن نجعل ثورة الطف بصوت الحسين
عنوانه الأصل وهذه أصداؤه.
قائد جبهة الحق قد
A
كان الحسين
استخدم كل وسيلة للاحتجاج والنقد للسياسة
المنحرفة في زج يزيد لعالم غير عالمه، إذ هو
الشهادة
1...,68,69,70,71,72,73,74,75,76,77 57,58,59,60,61,62,63,64,65,66,...132
Powered by FlippingBook