49
مجلة ينابيع
ه يوم
ّ
شفاعة جد
ْ
ك تنل
ّ
بين يدي ابن بنت نبي
. وغيرهن كثير.
)16(
القيامة)
وقد عملت هذه الأخلاق الجديدة في
إكساب الحياة الإسلامية سمة قد فقدتها
فأصبح لهذه
A
قبل نهضة الإمام الحسين
ولا
ً
اها لا يهاب موتا
ّ
الأخلاق جمهور يتبن
يرضخ إلى ذل اقتداء بشهداء كربلاء،
وقد بدأ الحكام المجافون لروح الإسلام
، وبدأ المجتمع
ً
خاصا
ً
يحسبون لهم حسابا
الإسلامي يشهد من حين لآخر ثورات
عارمة يقوم بها الرجال الاعتياديون على
الحكام الظالمين وأعوانهم.
خذل من عاهده أو من
َ
وعاد المسلم لا ي
بايعه حتى الموت، كما كان الحال في سلوك
حين بايعوه فقال
F
أنصار رسول الله
لهم أحد أشرافهم: (يا معشر الخزرج هل
تدرون علام تبايعون هذا الرجل تبايعونه
على حرب الأحمر والأسود فإن كنتم ترون
أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم
قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله خزى
الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون
له فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة
.قالوا فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل
الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله قال
.
)17(
الجنة قالوا ابسط يدك فبايعوه)
ولذلك تجددت الروح النضالية التي
A
خمدت ابتداء من استشهاد الإمام علي
A
في عام 04 هـ لحين نهضة الحسين
في 06 هـ، أي مدة عشرين سنة، وكان
أول انبعاث لهذه الروح ثورة التوابين الذين
راجعوا أنفسهم فوجدوا أنهم أخطأوا خطأ
جسيما بدعوة الحسين إليهم وتركهم نصرته
هم لا يغسلون هذا العار إلا بقتل
ّ
،ورأوا أن
قتلون في
ُ
أو ي
A
من قتل الإمام الحسين
طلب ذلك فتوجهوا بعد زيارة مرقد الإمام
إلى الشام وقاتلوا حتى أبيدوا،
A
الحسين
وقد رفضوا الأمان الذي بعثه يزيد لهم.
والمهم في ثورة التوابين ملاحظة
انقلاب لوحة القيم من معاني العجز
ة في
ّ
لح
ُ
والانهيار والتخاذل إلى الرغبة الم
الثورة والاستشهاد من دون النظر إلى أي
هدف آخر غير الموت،لذا أحصى سليمان
بن صرد ديوانه فكان ستة عشر ألف رجل،
، ومع ذلك فهذه
)18(
خرج منهم أربعة آلاف
(02%)، وبالقياس إلى
ً
النسبة مشجعة جدا
نسبة ثمانين ألفا من الذين بايعوا مسلم
، فالتحق منهم نفر قليل، مع
A
بن عقيل
النسبة الأولى لم تضع في حسابها
ّ
حساب أن
أنها يمكن أن تنتصر في المعركة، في حين
النسبة الأولى كان بإمكانها إحراز النصر
ّ
أن
>
لو كنت صادقة ببيعتها وتضحيتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،ظروفها الاجتماعية
A
1) ينظر: ثورة الحسين
وآثارها الإنسانية، محمد مهدي شمس
الدين:502 وما بعدها.
2) مروج الذهب، المسعودي:3/42.
3) نهج البلاغة:68.
4) م.ن:3/ 74.
5) م.ن: 3/ 34 ـ 44.
6) م.ن: 3/ 28.
7) م.ن 3/ 28.
8) تاريخ الأمم والملوك، الطبري: 3/ 572.
9) م.ن: 3/ 133.
01) الإرشاد/الشيخ المفيد/ج2ص79.
11) م.ن.
21) تاريخ الأمم والملوك، الطبري: 3/ 524.
31) م.ن3/ 624.
41) الأمالي/الشيخ المفيد/ص323.
51) أعيان الشيعة: 4/ 852 ـ 952.
61) أعيان الشيعة: 4/ 762 ـ 862.
71) الكامل في التاريخ/ابن الاثير/ج2ص99.
81) ينظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري: 3/ 254.
A
معايير النجاح الآنية لنهضة الإمام الحسين
