مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 125

125
مجلة ينابيع
يتصدى لرئاسة جماعة يسمى الإمام سواء
كان في طريق الحق أو الباطل، والقرآن
استعمل مصطلح (أئمة الكفر) وأطلقه على
رؤساء الكفار.
وفي مصطلح علم الكلام الإمامة هي
الرئاسة والقيادة العامة الشاملة على الأمة
الإسلامية في كل الأبعاد والجوانب الدينية
.
)5(
والدنيوية
وهذه الرئاسة في رأي الشيعة إنما
تكون شرعية فيما لو كانت من قبل الله
تعالى ولا يكتسب أي شخص مثل هذا
عن الخطأ
ً
المقام إلا إذا كان معصوما
عن
ً
في بيان الأحكام والمعارف، ومنزها
الذنوب والمعاصي، وفي الواقع أن الإمام
F
المعصوم يمتلك كل مناصب النبي
سوى تلقي الوحي والإتيان بالشريعة،
وأحاديثه حجة في بيان الحقائق والأحكام
والمعارف الإسلامية، وكذلك تجب طاعة
أوامره وأحكامه في مختلف القضايا، ومن
هنا فإن خلاف الإمامية مع غيرهم يدور
في ثلاث محاور:
(1) لابد من نصب الإمام وتعيينه من
قبل الله تعالى.
من الخطأ وله العلم
ً
(2) أن يكون مصانا
الموهوب من الله تعالى.
.
)6(
(3) أن يكون معصوما من المعصية
ومن هنا نرى التأكيد الواضح في هذه
الرواية على أهمية تلك المسألة، وأنها
من تمام الدين ولا يمكن التفريط بها
وإن اختيار الناس لها ونصبهم الخليفة من
خلال إمكانياتهم البشرية والعقلية لا يمكن
أن يكون، وأنها خلافة إلهية، كما أشار
إلى علم الإمام ومواهبه وفضله
A
الإمام
وعصمته وغير ذلك من الأمور.
منصب النبوة
F
لقد كان للنبي
والرسالة وتعليم الأحكام وتبيانها وقيادة
الأمة الإسلامية والولاية عليها، والقضاء
والقيادة والعسكرية وغيرها، ومعروف أن
الدين الإسلامي كما اشتمل على العبادات
والمعارف الأخلاقية فهو مشتمل على
الأحكام الحقوقية والاقتصادية والسياسية
من الله تعالى
ً
كان مكلفا
F
وغيرها والنبي
بتنفيذ الأحكام والتشريعات وتطبيقها،
ومن البديهي أن الدين الذي يدعي قيادة
البشرية كلها حتى نهاية العالم لا يمكنه
أن يهمل تلك المسائل والقضايا ولا يمكن
للمجتمع القائم على أساس هذا الدين أن
يفقد هذه الأمور والمسؤوليات، ومن
ً
لها جميعا
ً
هنا كان عنوان الإمامة شاملا
لقيادة البشرية وإيصال الناس وهدايتها إلى
.
)7(
المطلوب
في تلك
A
ثم يقول الإمام الرضا
الرواية: (إن الإمامة خص الله بها إبراهيم
ة مرتبة ثالثة
ّ
َ
ل
ِ
بعد النبوة والخ
A
الخليل
ّ
وفضيلة شرفه وأشاد بها ذكره، فقال عز
فقال
) ً
اما
َ
م
ِ
إ
ِ
اس
َّ
لن
ِ
ل
َ
ك
ُ
ل
ِ
اع
َ
ي ج
ِّ
ن
ِ
وجل:
قال
ي)
ِ
ت
َّ
ي
ِّ
ر
ُ
ن ذ
ِ
م
َ
بها:
ً
سرورا
A
الخليل
) َ
ين
ِ
م
ِ
ال
َّ
ي الظ
ِ
د
ْ
ه
َ
ع
ُ
ال
َ
ن
َ
ي
َ
وجل:
ّ
الله عز
(البقرة:421)، فأبطلت هذه الآية إمامة
كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في
وجل بأن جعلها
ّ
الصفوة، ثم أكرمه الله عز
في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال
َ
وب
ُ
ق
ْ
ع
َ
ي
َ
و
َ
اق
َ
ح
ْ
س
ِ
إ
ُ
ه
َ
ا ل
َ
ن
ْ
ب
َ
ه
َ
و
َ
عز وجل:
ْ
م
ُ
اه
َ
ن
ْ
ل
َ
ع
َ
ج
َ
* و
َ
ين
ِ
ح
ِ
ال
َ
ا ص
َ
ن
ْ
ل
َ
ع
َ
ج
ً
ّ
ل
ُ
ك
َ
و
ً
ة
َ
ل
ِ
اف
َ
ن
َ
ل
ْ
ع
ِ
ف
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
ا إ
َ
ن
ْ
ي
َ
ح
ْ
و
َ
أ
َ
ا و
َ
ن
ِ
ر
ْ
م
َ
أ
ِ
ب
َ
ون
ُ
د
ْ
ه
َ
ي
ً
ة
َّ
م
ِ
ئ
َ
أ
ِ
اة
َ
ك
َّ
اء الز
َ
يت
ِ
إ
َ
و
ِ
ة
َ
ل
َّ
الص
َ
ام
َ
ق
ِ
إ
َ
و
ِ
ات
َ
ر
ْ
ي
َ
خ
ْ
ال
(الأنبياء:27ـ37) فلم
) َ
ين
ِ
د
ِ
اب
َ
ا ع
َ
ن
َ
وا ل
ُ
ان
َ
ك
َ
و
ً
يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا
فقال
F
حتى ورثها النبي الخاتم
ً
فقرنا
َ
يم
ِ
اه
َ
ر
ْ
ب
ِ
إ
ِ
ب
ِ
اس
َّ
ى الن
َ
ل
ْ
و
َ
أ
َّ
ن
ِ
وجل: (إ
ّ
الله عز
وذكر الإمامة
A
الإمام الرضا
1,126,127,128,129,130,131 115,116,117,118,119,120,121,122,123,124,...132
Powered by FlippingBook