مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 87

87 مجلة ينابيع في نشر العلوم الإسلامية Aسيرة الإمام السجاد
في هذه المدرسة الإلهية التي راحت
تبث علوم الإسلام في الآفاق الإسلامية
حتى طار صيتها، فصارت تمزق أستار
الظلام رغم كل العوائق والسدود التي
ضربها بنو أمية، وسخروا كل ما يملكون
من قدرات مادية وبشرية لإطفاء نور الله
َه ِ ر َ ك ْ و َ ل َ و ُ هَور ُ ن َّ م ِ ت ُ ي ْ نَ
ل أ ِ إ ُ
ى ال َ ب ْ
أ َ ي َ (و تعالى
(التوبة:23).) َون ُ ر ِ اف َ ك ْ ال
Aولاغرابة إذا قلنا: إن الإمام السجاد
هو الذي وضع الحجر الأساس للجامعة
الإسلامية الكبرى التي واصل بناءها ولده
.A الباقر وحفيده الصادق
أقول: وضع الحجر الأساس بما حمل
منعلوم آبائه الطاهرين، والتيحاول تيار
الظلام الأموي إخفاءها ودفنها إلى الأبد،
وإبعاد الأمة عن هذا المنبع الفياض،
بل حاول الأمويون، وأحزابهم تجفيف
هذا البحر الزاخر ليعيدوا البشرية إلى
،A الإمام السجادَ حكمة َّ جاهليتها إلا أن
وحركيته، وفاعليته في أحلك الظروف،
وأصعب المواقف استطاع أن يبث النور
الإلهي ويوصل رسالة الله إلى عباده،
:Hيقول الشيخ محمد حسن آل ياسين
(وحسبنا في تصور هذه الحقيقة، ثم
إدراكها، وتصديقها بما لا يقبل الشك
الرواة عن الإمام َّ أو التردد أن نعلم أن
من طلاب العلم والباحثين من جمهور
المسلمين على اختلاف منازعهم
ومذاهبهم قد بلغوا المئات، الأمر الذي
َه كان المنهلَّ ويقين على أن ٍ يدل بقناعة
الذي يجد فيه َ العذب َ ، والغدير َّ الروي
الظامئون ما يحقق رغبتهم في الإطلاع
على مسائل الدين، وعلوم القرآن،
وأسرار الشريعة، وأبواب المعرفة في
.)17(مجمل منطلقاتها الإنسانية الواسعة)
وقد أحصى هذا الشيخ الجليل من روى
من علومه ً 881 راويا Aعن الإمام السجاد
في مجال تربية الدعاة العلماء، والفقهاء
البصراء، ليحملوا رسالة الله تعالى إلى
وا وأينما ارتحلوا. ّ المجتمع البشري أينما حل
والمجال الآخر الذي سلكه الإمام
هو مجال التأليف ولا سيما Aالسجاد
في مجال الأدعية التي جسد فيها أسمى
المعاني الروحية والأخلاقية والاجتماعية،
ٍ رصين ٍ رائع ٍ بل وحتى السياسية بأسلوب
يأخذ بمجامع القلوب، ويفتحها على الله،
لتشعر برقابته، ورعايته، وتستمد منه
ّ الإمام َّ فيض الرحمة والرضوان، بل إن
فتح بصيرة الإنسان على ما Aالسجاد
، وما يعرضها ٍ إلهية ٍ في نفسه من أسرار
للهلاك والبوار من أمراض القلوب وحدد
لها العلاج.
كما رسم من خلال تلك الأدعية
قواعد العلاقات البشرية وما تتطلبه من
معلومات، وما يكدر صفوها من عوائق،
َّ: إن ٍ قاطع ٍ ولهذا يمكن القول بضرس
ٍ بما تحمل من أبعاد َ السجاديةَالصحيفة
ً، ونفسية، وأخلاقية، لم تدع مجالا ٍ روحية
إلا وأشارت إليه، ولكن ومع شديد ً معرفيا
لهذا السفر الإلهي رغم ً الأسف نرى إهمالا
الشروح التي طرحت على الساحة الفكرية،
وقد أحصاها المحقق الفذ (علي أنصاريان)
لهذه الصحيفة المباركة ًفبلغتسبعين شرحا
ه جزاه الله خير جزاء المحسنين وضع َّثم إن
لهذه الصحيفة وطرح ً موضوعياًفهرسا
، ووضع تحت ًمن خلالها تسعة عشر بابا
ما تضمنته الصحيفة السجادية من ٍ باب ِّ كل
موضوعات عقائدية،وأخلاقية، وسياسية،
بل وعسكرية بلغت أكثر من مائتي عنوان
ًله مساس بحياة المجتمع البشري فردا