مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 86

مجلة ينابيع
86
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
العلماء تستقبله في نيشابور - حين
استقدمه المأمون إلى خراسان - نستمع
F
عن رسول الله
ً
واحدا
ً
منه حديثا
)6(
وإذا بالإمام يخرج رأسه من العمارية
ويقول: (سمعت أبي موسى بن جعفر
يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول:
سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت
أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي
الحسين بن علي يقول: سمعت أبي
A
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
يقول:
F
يقول: سمعت رسول الله
يقول: سمعت الله جل
A
سمعت جبرئيل
جلاله يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن
.
)7(
دخل حصني أمن عذابي)
ومن هنا يتبين أهمية ذلك لإعادة الأمة
إلى المنبع الصافي المرتبط بالوحي
خريج هذه
A
الإلهي، والإمام السجاد
المدرسة الإلهية، أبهر عقول العلماء
عن بقية الناس بما يملك من فيض
ً
فضلا
علمي وافر، ولهذا قال عنه علماء العصر:
1- محمد بن شهاب الزهري: (ما
قط أفضل من علي بن
ً
رأيت هاشميا
.
)8(
حسين، وهو أبو الحسينيين كلهم)
أورع منه،
ً
ا
ّ
قرشي
ُ
ويقول: (ما رأيت
.
)9(
ولا أفضل)
2- سفيان بن عيينة: (ما رأيت هاشميا
.
)10(
أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه)
3- الشافعي: (هو أفقه أهل
.
)11(
المدينة)
4- وحتى ملوكعصره صرحوا بذلك،
:
A
يقول عبد الملك بن مروان للإمام
(أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع
ه أحد مثلك، ولا قبلك إلا من
َ
ما لم يؤت
.
)12(
مضى من سلفك)
5- ويقول ابن سعد في طبقاته:
َ
، كثير
ً
، مأمونا
ً
(كان علي بن حسين ثقة
.
)13(
) ً
، ورعا
ً
، رفيعا
ً
الحديث، عاليا
6- يقول الشيخ المفيد: (وقد روى
عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا تحصى
كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية،
وفضائل القرآن، والحلال والحرام،
والمغازي والأيام ما هو مشهور بين
العلماء، ولو قصدنا إلى شرح ذلك لطال
.
)14(
به الخطاب وتقضى به الزمان)
(وبرز على الصعيد العلمي والديني
في العلم،
ً
في الدين، ومنارا
ً
إماما
ً
في الحلال والحرام، ومثلا
ً
ومرجعا
أعلى في الورع والعبادة والتقوى، وآمن
بعلمه، واستقامته،
ً
المسلمون جميعا
وأفضليته، وانقاد الواعون منهم إلى
.
)15(
زعامته وفقهه ومرجعيته)
يؤمه
ً
ما
َ
ل
َ
ع
A
لقد كان الإمام السجاد
الناس من مختلف بقاع المعمورة حين
بدأ يبث العلوم الإسلامية في حلقة (من
F
البحث والدرس في مسجد الرسول
يحدث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية
من تفسير وحديث وفقه، ويفيض
عليهم من علوم آبائه الطاهرين، ويمرن
النابهين منهم على التفقه والاستنباط،
ج من هذه الحلقة عدد مهم من
َّ
وقد تخر
فقهاء المسلمين، وكانت هذه الحلقة هي
المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس
الفقه والأساس لحركته الناشطة.
وقد استقطب الإمام عن هذا الطريق
الجمهور الأعظم من القراء، وحملة
الكتاب والسنة حتى قال سعيد بن
القراء كانوا لا يخرجون إلى
َّ
المسيب: (إن
مكة حتى يخرج علي بن الحسين، فخرج
.
)16(
وخرجنا معه ألف راكب)
وهكذا كان العلماء والفقهاء يتخرجون
1...,87,88,89,90,91,92,93,94,95,96 76,77,78,79,80,81,82,83,84,85,...132
Powered by FlippingBook