مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 83

83
مجلة ينابيع
ا إلى مالك بن
ً
كتاب
A
، كتب أمي المؤمنين
K
لما فسدت مصر على محمد بن أبي بكر
وهو عامله على الجزيرة (وهو يومئذ بنصيبين): (أما بعد فإنك ممن
K
الحارث الأشتر
أستظهر به على إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم وأسد به الثغر المخوف، و[قد]
كنت وليت محمدا بن أبي بكر مصر، فخرجت عليه بها خوارج وهو غلام حدث
ليس بذي تجربة للحرب ولا بمجرب للأشياء، فأقدم علي لننظر في ذلك فيما ينبغي،
واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك والسلام.
فحدثه حديث أهل مصر، وقال
A
فأقبل مالك حتى دخل على أمي المؤمنين
له: (ليس لها غيك، أخرج رحمك الله إلى مصر، فاني إن لم أوصك اكتفيت برأيك،
واستعن بالله على ما أهمك، فأخلط الشدة باللين، وأرفق ما كان الرفق أبلغ، واعتزم
بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة ).
معه
A
وأتى رحله وتهيأ للخروج إلى مصر، وكتب أمي المؤمنين
K
فخرج الأشتر
إلى أهل مصر بالكتاب التالي: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمي المؤمنين إلى
أمة المسلمين الذين غضبوا لله حين عصي في الأرض، وضرب الجور بأرواقه على
البر والفاجر، فلا حق يستراح إليه ولا منكر يتناهى عنه - سلام عليكم - فإني أحمد
الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام أيام
الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر، أشد على الكفار من حريق النار، وهو
مالك بن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له وأطيعوا، فإنه سيف من سيوف الله، لا
نابي الضريبة ولا كليل الحد، فإن أمركم أن تقدموا فأقدموا، وإن أمركم أن تنفروا
فانفروا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي لنصحه لكم
وشدة شكيمته على عدوكم، عصمكم الله بالهدى، وثبتكم على اليقين، والسلام).
)51
(نهج السعادة /الشيخ المحمودي/ ج 5ص94
رسائلخالدة :
ومالك الأشتر
A
بين أمير المؤمنين
رسالة خالدة
1...,84,85,86,87,88,89,90,91,92,93 73,74,75,76,77,78,79,80,81,82,...132
Powered by FlippingBook