مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 75

75 مجلة ينابيع A استشهاد الإمام الجواد
الإمام بالمناورة وأهدافها البعيدة، فقبل ذلك
تحقق المصلحة العامة، على A بشروط رآها
الأقل في مرحلته الراهنة.
ولم تمضسنة ونصفوهو يتحين الفرص
فقد نجح ً لاغتياله حتى اغتاله بالسم. وفع
الداهية اللعين في مسعاه ذلك، وقضى على
أفضل رجل على وجه الأرض في زمانه، كما
هو بذلك عنه. ّ ع
بقيت الطائفة في حية بعد إمامته:
في صفر من سنة A شهادة الإمام الرضا
)، واختلفت الكلمة بين الناس، ‍(302ه
صغر سن أبي جعفر، وتحي الشيعة في ُواست
سائر الأمصار، واضطربوا في من يكون
الإمام بعد أبي الحسن الثاني، وابنه أبو جعفر
من كان ّ من البعض أنًابن ست سنين، ظنا
د منصب ّبهذه السن الصغية لا يمكنه تقل
Aالإمامة الخطي. إلا أن الإمام الجواد
بدأ يمارس مهامه القيادية للأمة في توجهاتها
بر السن وصغره ُ ك ّ الدينية والفكرية. فإن
منصب الإمامة الذي ّ لا دخل لهما في تو
من قبل الله تبارك وتعالى، كما هو الحال ّ يتع
ة الذي يشاكله في كثي من ّ في منصب النبو
اته.ّخصوصي
وهكذا فقد شغل الصبي الوصي،
منصب A والوريث الوحيد لأبيه الرضا
الإمامة منذ اللحظة التي توفي فيها الإمام
. . فما أن وافى نبأ شهادة الإمام Aالرضا
أهالي المدينة، حتى هرعوا Aأبي الحسن
ونه مصابه، ّ يعزA إلى أبي جعفر الجواد
ويشاركونه الأسى، وأخذت الوفود تقصده
مة ورافعة ّ من بقية المناطق، وتتقاطر عليه مسل
إليه التعازي، وهي منبهرة بإمامة ابن سبع
كان يستهوي الجماهي Aسنين، خاصة وأنه
وشيعته بحسن منطقه، ويستجلب انتباههم
بإجاباته العلمية الدقيقة وما يحمله من علوم
ومعارف، الأمر الذي لم يعهده أحد من
قبل لا من الشيعة ولا من غيهم؛ لذا فقد
يطغى Aأضحى حديث أبي جعفر الثاني
على الساحة، وأخذ حديث إمامته ونبوغه
إلى مختلف أقطار الدولة ً فشيئاًيسي شيئا
الإسلامية، بعد أن أصبح حديث الناسعامة
في مكة والمدينة وبغداد والكوفة.
وينتقل إلى سمع المأمون خبر الوفود
ت دار الإمام في الموسم؛ لاستفتائه في ّ التي أم
المسائل الشرعية أو لتحويل الحقوق الشرعية
إليه، أو لزيارته والتبرك بالنظر إليه والسلام
لم Aعليه فقط. . كما أن وفاة الإمام الرضا
يمض عليها وقت طويل. . وأصابع الاتهام
،A ما زالت تشي إليه بقتل الإمام الرضا
فقد أصدر أوامره باستحضار أبي جعفر
من المدينة إلى بغداد. Aالجواد
ومن خلال الروايات والنصوص
ثلاث A للإمام الجواد ّ التاريخية نستنتج أن
رحلات إلى بغداد ؛ الأولى في صباه يوم كان
ابن سبع أو تسع سنين، بعد قدوم المأمون
إليها، واستقراره بها؛ والثانية يوم استدعاه