مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

12
مجلة ينابيع
العدد (46) شهر رمضان ــ شوال 6341هـ
جهده للوصول إليها و... بها تتم أغراضه
، والتأويل بمعنى تعبير الرؤيا
)5(
وسعادته))
ا عن حقائق خارجية، أي الذي
ً
إذا كان حاكي
يعبر الرؤيا عالم بالواقع الخارجي، أي من
، قال
ً
الراسخين بالعلم حينئذ يسمى تأوي
َ
ك
ُ
م
ِّ
ل
َ
ع
ُ
ي
َ
و
َ
ك
ُّ
ب
َ
ر
َ
يك
ِ
ب
َ
ت
ْ
ج
َ
ي
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
َ
ك
َ
تعالى :
َ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ه
َ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ُّ
م
ِ
ت
ُ
ي
َ
و
ِ
يث
ِ
اد
َ
ح
َ
الأ
ِ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ن ت
ِ
م
َ
ك
ْ
ي
َ
و
َ
ب
َ
ى أ
َ
ل
َ
ا ع
َ
ه
َّ
م
َ
ت
َ
ا أ
َ
م
َ
ك
َ
وب
ُ
ق
ْ
ع
َ
ي
ِ
ى آل
َ
ل
َ
ع
َ
و
ٌ
يم
ِ
ل
َ
ع
َ
ك
َّ
ب
َ
ر
َّ
ن
ِ
إ
َ
اق
َ
ح
ْ
س
ِ
إ
َ
و
َ
يم
ِ
اه
َ
ر
ْ
ب
ِ
إ
ُ
ل
ْ
ب
َ
ن ق
ِ
م
(سورة يوسف: 6)، ونلاحظ في
) ٌ
يم
ِ
ك
َ
ح
ى يوسف
َ
ل
َ
ة ع
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ِ
يث
ِ
اد
َ
ح
َ
الأ
ِ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
الآية ت
وعلى آبائه الأولياء، فالتأويل إفاضة إلهية
على الأولياء، ومن أمثلة التأويل التي ذكرها
C
السيد قصة نبي الله موسى والخضر
وهي في سورة الكهف من الآية 66 إلى
ا
ً
الآية28، وكان معنى التأويل واضح
ببيان المعاني والوقائع الخارجية لذلك
م
َ
ا ل
َ
م
ِ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ت
ِ
ب
َ
ك
ُ
ئ
ِّ
ب
َ
ن
ُ
أ
َ
:
A
قال الخضر
(الكهف : 87) فالتأويل
) ً
را
ْ
ب
َ
ص
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع ع
ِ
ط
َ
ت
ْ
س
َ
ت
ْ
قد يكون غير متعلق باللفظ وإنما يكون
ا بالفيض الإلهي كما مع الخضر،
ً
متعلق
ا باللفظ ولا بالظاهر
ً
فتأويله لم يكن متعلق
وإنما أمور باطنية عرفها بالإلهام الإلهي
وهذه الأمور ليست حجة إلا على أهلها أما
، ّ
التفسير فهو حجة على الجميع كما مر
المخصوصون بالتأويل هم الراسخون في
كما
B
العلم محمد وآل محمد والأولياء
ّ
ل
ِ
إ
ُ
ه
َ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ت
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ا ي
َ
م
َ
نص بذلك القرآن :
(آل عمران : 7)
) ِ
م
ْ
ل
ِ
ع
ْ
ي ال
ِ
ف
َ
ون
ُ
خ
ِ
اس
َّ
الر
َ
و
ُ
الله
أسرار التأويل
َّ
قال السيد السبزواري : ((إن
تجري في التكوينات من حيث بدأها إلى
وقوعها في الخارج مطابق
ّ
ختامها، وإن
ه
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
للتأويل الذي يكون في القرآن ولا ي
ففي الحقيقة
ِ
م
ْ
ل
ِ
ع
ْ
ي ال
ِ
ف
َ
ون
ُ
خ
ِ
اس
َّ
الر
َ
و
ُ
ّ
ا
َّ
لا
ِ
إ
يمكن استفادة جميع أسرار التكوين من
الآيات الشريفة بالتأويل كما يظهر من
ٍ
ء
ْ
ي
َ
ش
َّ
ل
ُ
ك
َ
الآيات الشريفة قال تعالى:
.
)6(
(يس: 21) ...))
) ٍ
ين
ِ
ب
ُ
م
ٍ
ام
َ
م
ِ
ي إ
ِ
ف
ُ
اه
َ
ن
ْ
ي
َ
ص
ْ
أح
وبذا يكون مفهوم التأويل عند السيد
ا على أمور هي :
ًّ
السبزواري منصب
1. توجيه المتشابه بالرجوع إلى الأصل
أي بإرجاع المتشابه إلى المحكم .
2. بيان مصاديق الحقائق الخارجية
ومآل الأمر فيها وعاقبتها الكائنة.
3. تعبيرالرؤيا أي بيان المعاني في
تفسير الأحلام إذا كانت حاكية عن حقائق
ووقائع خارجية.
4. بيان معاني الآيات على حقيقتها
ها رتبة
ّ
والمفهوم الذي تنطوي عليه ؛ لأن
أعلى من التفسير.
في
َّ
والتأويل عنده على قسمين كما مر
نصه السابق تأويل مقبول وتأويل مرفوض،
وكذلك التفسير عنده على قسمين ويفهم
ذلك من مقدمته لتفسيره، وفيما أوضحه
من معنى التفسير وهما: الأول التفسير
المقبول: وهو الموافق لأصول الشريعة
ومبادئها من عقل ونقل، والثاني: التفسير
المذموم وهو التفسير بالرأي: وهو الذي
وهذا الذم ينطبق
)7(
رفضته الشريعة ومبادئها
ه تأويل (تفسير)
ّ
على التأويل المذموم؛ لأن
بالرأي كذلك، فالتفسير بالرأي: هو إظهار
المعاني القرآنية وفق مبادئ المفسر
وهواه لا وفق مبادئ الله عز وجل المقررة
B
عند الرسول والأئمة الطاهرين
ومن تابعهم من المفسرين الملتزمين
والعلماء العاملين، وقد جاءت فيه روايات
استعرض السيد
F
كثيرة عن الرسول
ا منها وذكر بعد العرض
ً
السبزواري قسم
لها الذم الصريح في إعمال الرأي بالقرآن،
ثم ذكر ثلاثة احتمالات في تلقي القرآن
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook