مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 21

21
مجلة ينابيع
في تفسير البحر المحيط
ٌ
بلاغية
ُ
معالم
كان الاهتمام بالجانب البلاغي في
ا من الثقافة التي كانت سائدة
ً
الأندلس جزء
في القرنين السادس والسابع الهجريين،
وكان من لا يأتي في كتاباته بالفنون البديعية
.
)1(
ا عن فنون الكتابة
ً
والأغراب يعد قاصر
وربما كان إحساس الأندلسيين بالعزلة
ا
ً
هام
ً
عن العالم العربي والإسلامي عام
في عنايتهم بفنون البلاغة وغيرها من
ا منهم بمواكبة المشرقيين
ً
العلوم، إشعار
بما وصل إليه الدرس المشرقي.
ففي الشرق كانت كتب النقد الأولى تعد
بمثابة حجر الأساس للدراسات البلاغية
بعد أن عاش النقد والبلاغة مرتبطين
قبل أن ينفصلا، والأندلسيون
ً
ا طوي
ً
دهر
وهم يستمدون مقاييسهم
ً
ا طوي
ً
قضوا وقت
النقدية من تلك الكتب، واستوعبوا ما فيها
من فنون بلاغية كانت هي الأساس في
.
)2(
مقاييسهم النقدية والبلاغية
وصل هذا التراث البلاغي إلى أبي
حيان فعمل على توظيفه في تفسيره، إذ
يمكن عد هذا التفسير خلاصة لما كتبه
علماء المسلمين الأوائل، (إذ تؤلف النقول
المختلفة المادة الرئيسة للكتاب، وهذا
.
)3(
شأن معظم كتب المتأخرين)
ولا يعني هذا أنه كان مسلوب الإرادة
أمام ذلك التراث، أو أنه سلم بكل ما جاء
فيه، بل العكس من ذلك.
ا
ً
فمن يتمعن في تفسيره يجد هناك دوم
)4(
ا بلاغية على مفسرين كالزمخشري
ً
ردود
(ت645هـ)،
)5(
(ت835هـ)، وابن عطية
، ممنصرح باسمه أو لم يصرح،
)6(
وغيرهم
إذ يدل ذلك دلالة واضحة على عقلية كبيرة
وشخصية علمية واثقة من نفسها، وكأنه
بحر تصب فيه روافد الأولين فيحويها،
1...,22,23,24,25,26,27,28,29,30,31 11,12,13,14,15,16,17,18,19,20,...132
Powered by FlippingBook