مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 18

18
مجلة ينابيع
العدد (46) شهر رمضان ــ شوال 6341هـ
ك أيام
ّ
د والتنس
ّ
فكان هذا الحال التعب
الجاهلية هو الابتعاد عن هذه القذارات
وعبادة الأوثان ومساعدة الفقراء
والمساكين، فلما أراد الله تعالى أن يرسله
إلى الناس كافة ابتدأ بتعليمه آداب
ً
نبيا
شيء
َّ
العبادة، وهو الطلب من خالقه كل
يبتدأ
ْ
وأن لا يطلب ذلك من غيره أي أن
ْ
م
ُ
ق
ُ
ر
ِّ
ث
َّ
د
ُ
م
ْ
ا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
العبادة بالدعاء فقال له:
،والقراءة في اللغة من الفعل (قرأ)
) ْ
ر
ِ
ذ
ْ
ن
َ
أ
َ
ف
بمعنى جمع الألفاظ إلى بعضها ثم لفظها،
ك، قال
ّ
وتأتي كذلك بمعنى العبادة التنس
ُ
الصاغاني (ت 056هـ): (يقال: قرأت
أي ألقيته
ً
به مجموعا
ُ
القرآن: أي لفظت
؛ ٌ
ك، وجمع القارئ قرأة
َّ
... وقرأ تنس
: مثل عابد
ً
لة، وقراء أيضا
َ
م
َ
مثل عامل ع
ك. قال زيد بن
ّ
المتنس
ً
اد،القراء أيضا
ّ
ب
ُ
وع
أخو يزيد:
ّ
تركي
ٍ
دونة
ْ
و
َ
م
ٍ
لكاعـــب
ُ
ولقد عجـبت
ـاء
ّ
ـهـا بالحـلــي والحن
ُ
أطراف
بيضاء تصطاد النفوس وتستبي
)15(
المسلم القراء
َ
ن قـلب
ْ
س
ُ
بالح
قال جرير:
ه
َ
يــا أيهـا القارئ المرضي عمامت
)16(
زمني
َ
ي قد مضى
ّ
ك إن
ُ
هذا زمان
د
ّ
ا كان من معنى القراءة التعب
ّ
ولم
ك، والقراءة مقترنة باللفظ
ّ
والتنس
والطلب، فهي يعني الدعاء والطلب من
ِ
م
ْ
اس
ِ
ب
ْ
أ
َ
ر
ْ
(اق
المعبود، أي إن قوله سبحانه:
F
جاء لتأديب الرسول
) َ
ق
َ
ل
َ
ي خ
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ك هو الدعاء
ّ
وتعليمه أصل العبادة والتنس
F
منه تعالى لنبيه محمد
ً
ثناؤه آمرا
َّ
فجاء جل
بذلك.
وأورد نولدكه أن (روايات أخرى نورد:
)17(
(ما أقرأ) أو ( فما أقرأ) أو ( وما أقرأ)
راد منه قراءته،
ُ
على سبيل الاستفهام عما ي
فهذه الروايات تقرب إلى معنى السؤال
جلاله ،لا على
ّ
ه جل
ّ
رب
F
عن ما يدعو به
سبيل نفي علم القراءة .
إذن دلالة (اقرأ) على الدعاء في حالة
د أليق من كونها
ّ
ك والتعب
ّ
ث والتنس
ّ
التحن
دعوة إلى القراءة المحضة التي بمعنى
جمع اللفظ إلى اللفظ ثم إلقائها، مع أن
فالأمر
F
ة النبي
َّ
ي
ِّ
بأم
ً
الله تعالى كان عالما
ً
بالقراءة للأمي يكون غير مناسب، فضلا
عن أن الظرف الذي نزلت به الآية لا
يأخذ بنا إلى هذا الأمر، كما أخذ بأيدينا
ك
ّ
د إلى دلالة (اقرأ) على التنس
ّ
حال التعب
والعبادة.
إذن قوي ترجيح القول بنزول قوله
بعوامل جاءت من خارج النص
ً
(اقرأ) أولا
في
F
المتمثلة بحالة العبادة للنبي محمد
غار حراء وانقطاعه لله وعمله الخيرات،
عن الدلالة اللغوية للألفاظ وصيغة
ً
فضلا
الأمر المقتضية القيام بفعل الدعاء
عبادة داخل النص.
ّ
والابتداء به قبل كل
أما القول الثاني المتمثل بقوله سبحانه:
، ففيه دعوة
)18(
) ْ
ر
ِ
ذ
ْ
ن
َ
أ
َ
ف
ْ
م
ُ
ق
ُ
ر
ِّ
ث
َّ
د
ُ
م
ْ
ا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
لإبلاغ رسالة من دون سابق قول وتوجيه
على خطوات
ٌ
وتوضيح، وفي هذا قفز
ما يكون حادث الأمر
ّ
تسلسل الحدث ، فرب
بإنذار الناس إلى دين الحق يكون خطوة
بالنبوة والبعث ثم الأمر
F
تالية بعد إبلاغه
ما كان
ّ
بإبلاغ الرسالة إلى الناس كافة ورب
أول ما نزل من القرآن هو
ّ
قال إن
ْ
ن
َ
مراد م
.
)2(
ما نزل بعد فترة الوحي، لا أولية مطلقة
أما القول الثالث فلم يقل بالإجماع عليه
الزمخشري من دون إعطاء دليل على
ّ
إ
ح آخرون بأن هذا القول لم يقل
ّ
ذلك وصر
الحديث
ّ
من القليل ، وأن
ّ
عدد أقل
ّ
به إ
ً
، فضلا
)19(
سقط من سنده الصحابي
ٌ
مرسل
1...,19,20,21,22,23,24,25,26,27,28 8,9,10,11,12,13,14,15,16,17,...132
Powered by FlippingBook