مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

8
مجلة ينابيع
العدد (46) شهر رمضان ــ شوال 6341هـ
كلمة
العدد
بعــد الظلم والحيف الذيطال شــيعة أهل
طيلة القرون الماضية، وما يســتتبعه
B
البيت
اليوم من المجازر الجماعيــة والإبادات الطائفية،
وازديــاد آهــات الثــكالى والأيتــام في أرجاء
المجتمعات الشيعية من جراء ما نالته من التعدي
رم» لها
ُ
الســافر على الأرواح البريئة التــي لا «ج
ســوى إيمانها بإمامة وصيالأوصياء الإمام أمير
جاءت تصريحات غير مسؤولة تحدد
A
المؤمنين
مســار الفتنة الطائفية التي نعيشها اليوم، وكأنها
اكتشــفتما لم يكتشفه أحد عبر السنين الماضية؛
لم يكن في
A
بتقريــب أن الإمام أمير المؤمنــ
ذهنه المطالبة بالإمامة السياسية في يوم من الأيام،
بل كان ينفر منها....
ولا أدري مــن أين جــاء هذا الاســتنتاج
: «دعوني والتمســوا
A
الفكــريهل من قوله
غــ ي...».. إذن ألم يســمع مناظراته مع عمر
بن الخطاب وأحاديث عمــر مع ابن عباس عن
لا تسمح
ً
وجده وتألمه.. واعتذار عمر بأن قريشا
باجتــ ع النبوة والخلافة في بيــتواحد.. وغير
ذلك؟
لابن عباس: «إن خلافتكم أهون
A
وقوله
من هذه النعل» ويشــ بها إلى نعله البالية لا
ّ
علي
يــدل على زهده في الخلافة، بل لــو تأمل المتأمل
في العبارة وما تلاهــا لعرف أهمية قوله واهتمامه
(صلــوات الله عليه) بأمر آخــر لأن قوله ذلك
جــاء بعد مبايعته، أو بعد مقتــل عثمان بن عفان
بعد أن أحدثت ســ ة الخلفاء
A
وقبل مبايعته
ا في النظام الإســ مي الذي
ً
كبير
ً
من قبله شرخا
فكان (صلوات الله عليه) يخشى
F
رسمه النبي
من تأثير الواقع الســلطوي الذي فرضنفسه في
الفترة الســابقة على الخطة التــي ينبغي أن يقوم
بها بعد استلام الســلطة، ويتضح ذلك من تتمة
:
A
في الخطبة نفســها، حيــث قال
A
كلامه
ً
«دعوني والتمســوا غيري، فإنا مســتقبلون أمرا
له وجوه وألوان لا تقــوم له القلوب...»... مع
بتلــك التجربة
ّ
أنه (صلــوات الله عليه) قد مر
حينما عقد مجلس الشــورى وطلب منه الســ
بسيرة الشــيخين إذا بويع بالخلافة، لكنه رفض
وقال: أسير بهم على كتاب الله وسنة رسوله، لذا
جاءت عباراته التي تنبئ عن احتقاره للســلطة
وتنفره منها إشــارة إلى أنه لا يبتغي بها الوصول
ـم التسلط على رقاب الناس، بل إلى إقامة
ّ
إلى سل
العدل بالأمر المعروف والنهي عن المنكر، وإقامة
ب عبارته في الخطبة
ّ
الحق ودفع الباطل. ولذا عق
له وجوه
ً
الآنفة الذكر بقوله: «فإنا مستقبلون أمرا
وألــوان لا تقوم لــه القلــوب، ولا تثبت عليه
الآفاق قد أغامــت، والمحجة قد
َّ
العقــول، وإن
تنكــرت، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما
وقفة.. مع تصريحات..
±°¯
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,132
Powered by FlippingBook