119
دون مهلة، إذ أفادت التعقيب مباشرة
ا لما تفيده (ثم) من معنى التراضي
ً
خلاف
ا لما بعدها.
ً
ة وسبب
ّ
فكان ما قبلها عل
: (فإنك عمدت إلى رجل
A
ومنها قوله
من المسلمين، له ما لهم، وعليه ما عليهم،
فهدمت داره، وأخذت ماله، وحبست أهله
،
)15(
وعياله،فإن أتاككتابيهذا فابنله داره)
فنلحظ فيه أن (الفاء) قد ربط بين الحجة
والنتيجة فكأن ما بعدها من حجة قد عللت
وفسرت النتيجة التي سبقت الرابط، وكان
لتعاضد (الواو) معها في سياق العبارات
لمزيد من الاتساق التداولي وأدلجة
ً
سبي
الأنساق المعرفية.
: (وليس لمعاوية بن أبي
A
ومنه قوله
ا بل
ً
سفيان أن يعهد لأحد ـ من بعده ـ عهد
يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث
، إذ يتمحور
)16(
به حدث فلأخيه الحسين)
التعقيب الحجاجي في (الفاء) عن مغزى
عقدي/الخلافة الذي يرتبطبقضايا مصيرية
تتحكم فيها حيثيات معرفية تقتضي في
) الصفاء
A
الظاهر (الأنا ـ الإمام الحسن
الروحي، ومراعاة مصالح الأمة الإسلامية
بينما في المضمر (الآخر ـ معاوية بن أبي
سفيان) الفراغ الروحي ومراعاة المصالح
الشخصية، فدلالة النتيجة المضمرة/نكث
/
A
الصلح واردة في علم الإمام الحسين
الغيب، لكن إرادة الواقع المألوف ضرورة
للمؤتلف والمختلف/الناس من أجل تثبيت
الحقائق.
ج ـ الرابط الحجاجي (الواو):
يشير هذا الرابط إلى وظيفة الجمع
ا
ً
بين قضيتين (حجتين) ويستعمل حجاجي
ا يعمل على ترتيب
ً
ا عاطفي
ً
بوصفه رابط
الحجج ووصل بعضها بالبعض الآخر، بل
يعمل على رص الحجج وتماسكها وتقويتها،
عن التدرجية أو السلمية في ترتيب
ً
فض
.
)17(
الحجج وعرضها
ومن الشواهد في نص رسائل الإمام
: (لا أحسبك تحظى
A
، قوله
A
الحسن
بما تذكر غير قدرك الحقير، ونسبك
الدخيل، ونفسك الدنية الحقيرة التي
آثرت الباطل على الحق، وقنعت بالشبع
.
)18(
والدني من الحطام الفاني)
فالرابط الحجاجي (الواو) قام بالربط
ا على
ً
والوصل بين الحجج، وعمل أيض
ترتيبها، بالشكل الذي يضمن تقوية النتيجة
المطروحة ودعمها، وهي (لا أحسبك
تحظى بما تذكر) كما عمل على حصول
الترادفية في النتيجة الواحدة، وهذا
الربط النسقي بين الحجج قد أضفى
جية باتجاه الحجة الأقوى بشكل
ّ
مية تدر
ّ
سل
أفقي، أي عكس السلم الحجاجي.
(ن) لا أحسبك تحظى بما تذكر
ق5 غير قدرك الحقير
ق4 ونسبك الدخيل
ق3 ونفسك الدنية الحقيرة
ق2 وقنعت بالشبع
من الحطام الفاني
ّ
ق1 والدني
وهنا يتضح أن الحجة الأولى هي الحجة
الأقوى مقارنة بالحجج التي سبقتها لخدمة
النتيجة المعروضة لورودها في أعلى السلم
الحجاجي.
:
A
ومنشواهد(الواو)الحجاجية،قوله
ا لما مضى لسبيله رحمة الله عليه
ًّ
(إن علي
الله عليه بالإسلام،
ّ
يوم قبض، ويوم من
ني المسلمون الأمر من
ّ
ا و
ًّ
ويوم يبعث حي
.
)19(
بعده)
فالحجج المترادفة قد اتسقت واتحدت
باتجاه دعم النتيجة المطروحة وتقويتها
بقوة الرابط (الواو) الذي أفاد التعليل
A
آليات الحجاج اللغوية في رسائل الإمام الحسن
