124
المتقدمين فقط، وإنما تصدى المتأخرون
لتحمل هذه المسؤولية ألا وهي استمرار
قول
ً
واقعة الغدير عبر الأجيال، فمث
الشاعر الدكتور مصطفى جمال الدين:
ظمئ الشـعر أم جفاك الشعـور
كيف يظمأ من فيه يجري الغدير
كيف تعنو للجدب أغراس فكر
لعــلي بهــا تمـــت الجــــذور
نبتــت بين (نهجــه) وربيـــع
من بنيه غمـر العـطــاء البـذور
وسـقاها نبع النبي، وهل بعــد
نمـير القــرآن يحلــو نمــــير؟
فزهت واحــة، ورف ـت غصــون
ونما برعــم، ونمــت عطــور
وأعـدت سـلالهـا، للقــطاف
الغـض منــا، قـرائح وثغـــور
هكــذا يـزدهي ربيـــع علـي
وتغنــي علـى هــواه الطيــور
شـربت حبـه قلـوب القـوافي
)8(
فانتشت أحرف، وجنت شطور
كان للشعر دور كبير في عكس أهمية
هذه الواقعة يمكن أن نستعرضها من خلال
النقاط الآتية:
1-أدت كثرة الشعر الذي قيل في الغدير
إلى لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة العظيمة
وخاصة من قبل الجانب الأدبي، فبعد أن
كانت الدراسات الأدبية مقتصرة في الشعر
على دراسة الأطلال والشعر الجاهلي
من الأشعار
ً
غزيرا
ً
وجدت أمامها منبعا
تناولت هذه الواقعة بكل تفاصيلها.
2- أدى الشعر إلى حفظ أحداث هذه
الواقعة وتناقلها عبر الأجيال كما عمل على
الإشارة إلى أهمية وعظمة صاحب هذه
.
A
الواقعة ألا وهو أمير المؤمنين
إن واقعة الغدير من الوقائع العظيمة،
وقد نالت شهرتها لأنها بداية الإمامة
ونهاية النبوة، ولعظم هذه الواقعة كان لا
بد أن تخلد عبر الأجيال والازمان، لذلك
تعرضت لحفظها أهم وسائل الحفظ من
ذلك الوقت وإلى الآن، ألا وهما القرآن
الكريم والشعر العربي.
الشعر العربي كان وسيلة إعلام ذلك
ّ
إن
العصر، لأن الشعر سهل الحفظ ويدل على
فصاحة قائله، لذلك عمل على خلود هذه
الواقعة من خلال مجموعة من الأبيات
نظمت في السابق ولا زالت تنتظم من أجل
الجيل اللاحق، ومن هنا أثبتت هذه الواقعة
خلودها وأصبح الغدير يردد في الأصداء.
المصادر:
1ـ أقسام المولى/الشيخ المفيد/ص7.
2ـ بحار الأنوار/ج43/ص244.
3ـ الغدير: 2 / 081.
4ـ المناقب ابن شهراشوب/ج2ص432.
5ـ بغية الطلب/ابن العديم الحلبي/ج2ص676.
6ـ أقسام المولى/الشيخ المفيد/ص63.
7ـ الغدير/الأميني/ج2ص053.
8ـ القصيدة الغديرية للشاعر السيد مصطفى جمال
الدين رحمه الله.
منتديات مرسى الولاية
- منتديات الأدبية - مرسى الأدب العام.
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
