مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 126

126
القصة القصيرة:
ورزقكم في السماء
واحة الأدب
ÍÃMI¹Ä
كان يمسك بيد زوجته وبيده الأخرى
عدسة تصوير، ويتمشيان على
ذلك الساحل الجميل من سواحل
(مدغشقر).
قدما لقضاء شهر العسل واتفقا على أن
يمضيا ثلاثة أيام فقط، لتواضع دخله.
عليهما أن يبدآ حياتهما المشتركة من
! ً
الصفر تقريبا
طلب من زوجته أن تتمشى بمفردها
على الساحل ليقوم بتصويرها، راحت
تتمشى وهي تبتسم، ثم توقفت عند صخرة
وأدارت ظهرها إلى مياه المحيط.
كانت تنظر إلى زوجها بسعادة وأمل،
أما هو فقد ركز عدسة التصوير على
وجهها وكان يفكر في المستقبل، سوف
يعمل ويعمل ويكسب رزقه ليوفر لزوجته
حياة كريمة، ربما سيعانيان من الفقر في
بدايات حياتهما المشتركة، ولكنه سيبذل
كل جهده ويعوض عن هذه المعاناة.
وقد التقت زرقة المياه
ً
كان الأفق صافيا
مع زرقة السماء في ذلك الساحل الذي يبعد
.. ً
عن العاصمة ثلاثين كيلومترا
وفيما كان الشاب يواصل تصويره
للشواطئ الحالمة ظهر في الأفق جسم
كبير، فحرك عدسته بهدوء، فإذا بها طائرة
ً
ركاب ضخمة تترنح في تحليقها يمينا
قبل أن ترتطم بالمياه، وينفصل
ً
وشمالا
.. ظل يتابع التصوير
ً
جناحها الأيمن بعيدا
!! ً
إلى أن غطست تماما
انتبهت الفتاة إلى جهة التصوير ورأت
اللحظات الأخيرة من ارتطام الطائرة
بالمياه..
راحا ينظران إلى النقطة التي غطست
فيها الطائرة واختفى كل شيء عن سطح
لم يكن، ترى كم عدد
ً
البحر وكأن شيئا
؟! ربما يظهر
ً
ركابها؟! هل غرقوا جميعا
أحدهم ويشق طريقه من الأعماق إلى
السطح! تألما لمصير الضحايا..
ت ساعة ولكن لا شيء.. فجأة تناهت
ّ
مر
إليهما أصداء صفارات سيارات الإسعاف
التي هرعت إلى مكان الحادث! ثم وصل
مراسلون يعملون لدى وكالات الأنباء،
كمال السيد
كاتب وروائي
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
1,127,128,129,130,131 116,117,118,119,120,121,122,123,124,125,...132
Powered by FlippingBook