122
ً
عالما
A
لقد كان أمير المؤمنين
بأهمية الشعر ودوره في تخليد الوقائع
العظيمة.
(وروى الواحدي عن أبي هريرة قال:
E
(اجتمع عدة من أصحاب رسول الله
منهم: أبو بكر، وعمر وعثمان وطلحة
والزبير والفضل بن عباس وعمار وعبد
الرحمن بن عوف وأبو ذر والمقداد
وسلمان وعبد الله بن مسعود رضي
الله عنهم أجمعين، فجلسوا وأخذوا في
مناقبهم فدخل عليهم علي فسألهم: فيم
أنتم؟ قالوا: نتذاكر مناقبنا مما سمعنا من
رسول الله، فقال علي: اسمعوا مني ثم
أنشأ يقول:
لقد علم الأناس بأن سهمي
من الإسلام يفضل كل سهم
وأحمد النبي أخي وصهري
عليه الله صلى واب ـن عمي
ا
ً
وإنـــي قـائـد للناس طـر
إلى الإسلام من عرب وعجم
وقـاتـل كـل صنديد رئيس
وجـبـار مـن الكفار ضخم
وفي القرآن ألزمهم ولائي
ا بعزم
ً
وأوجب طاعتي فرض
كما هارون من موسى أخوه
كـذا أنـا أخ ـوه وذاك اسمي
ا
ً
لــذاك أقامني لهم إمام
وأخـبـرهـم بـه بغدير خم
فمن منكم يعادلني بسهمي
وإسلامي وسابقتي ورحمي؟
ف ـوي ـل ثــم ويـــل ثــم ويـل
لمن يلقى الإله غدا بظلمي
وويـــل ثــم ويـــل ثــم ويـل
لجاحد طاعتي ومريد هضمي
ووي ـل للذي يشقي سفاها
.
)2(
يريدعداوتيمنغيرجرمي)
بأهمية
A
فلولا معرفة الإمام علي
الشعر وقدرته العجيبة على الانتشار،
وسحره في حفظ الوقائع والتراث
، ولكنه كان يعلم
A
والأنساب لما قاله
بأن للشعر مكانة عند العرب في توثيق
المناقب والمآثر.
عندما نقول الشعر الفصيح فنحن
نقصد بذلك مجموعة الشعراء القدامى
الذين عاشوا وعاصروا اللغة العربية
ً
تقريبا
الفصيحة وعملوا على جعل شعرهم صحيفة
لنقل واقعة الغدير إلى وقتنا الحالي ومن
هؤلاء: أبو المستهل الكميت الذي قال:
نفى عن عينك الأرق الهجوعا
وهم يمتري منها الدموعا
ا
ً
دخيل في الفؤاد يهيج سقم
ا كان من جذل منوعا
ً
وحزن
وتوكاف الدموع على اكتئاب
أحل الدهر موجعه الضلوعا
ا
ً
ا وسكب
ً
ترقرق أسحما درر
ا هموعا
ً
يشبه سحها غرب
لفقدان الخضارم من قريش
ا شفيعا
ً
وخير الشافعين مع
لدى الرحمن يصدع بالمثاني
وكــان له أب ـو حسن قريعا
ا في مسرته ومولى
ً
حطوط
إلى مرضاة خالقه سريعا
وأصفاه النبي على اختيار
بما أعيى الرفوض له المذيعا
ويـوم الـدوح دوح غدير خم
أب ـان له الـولايـة لو أطيعا
ولـكـن ال ـرج ـال تبايعوها
ا مبيعا
ً
فلم أر مثلها خطر
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
