مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 20

20 مجلة ينابيع العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
الأخرى والإيمان به واستمداد كل المناهج
من تشريعه، هو الذي نعني أنه صفه مميزة
)6(للعاملين في الخط الحركي الإسلامي)
بشكل خاص وللخط الحركي الرسالي
بشكل عام ومن هنا يتضح وبشكل جلي أن
الربانية خصيصة مهمة وتعتبر قاعدة تحتية
لهيكل العمل الرسالي فهي مجموعة قيم
يجب أن يسير عليها كل مصلح رسالي،
ِ الله َ ن ِم ُ ن َ س ْ حَ أ ْ ن َ م َ و ِ الله َ ة َ غ ْ ب ِ (صقال تعالى:
(البقرة: ٨٣١). ) َون ُ د ِ اب َ ع ُ ه َ ل ُ ن ْ ح َن َ و ً ة َ غ ْ ب ِ ص
فإذا ما كانت الحركة وفق هذا المبدأ
وهذا ما يريده الله سبحانه فإن تحقق
سوف يحصل لأنه وعد إلهي، ًالنصر حتما
وا ُ ر ُ ص ْ ن َ ت ْ ن ِ وا إ ُ ن َ مَ آ َ ين ِ ذ َّ ا ال َ ه ُّيَ
ا أ َ(يقال تعالى:
(محمد: ٧)،) ْم ُ ك َ ام َ د ْ قَ أ ْ ت ِّ ب َ ث ُ ي َ و ْ م ُ ك ْ ر ُ ص ْ ن َ يَ
الله
فإذا كانت النصرة لأجل الله فلا شك في
حصول النصر فإذا تحقق الشرط تحقق
الجواب، وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم
ًسوف نجد أن القرآن الكريم يؤكد كثيرا
على هذه السمة في العمل الرسالي فكانت
السمة الأبرز في حركة الأنبياء هي سمة
ا ً وح ُ ا ن َ ن ْ ل َ س ْ رَ أ ْ د َ (لق الربانية، قال تعالى:
ا َ م َ وا ا ُ د ُ ب ْ اع ِ م ْ و َ ا ق َ ي َ الَ ق َ ف ِ ه ِ م ْ و َ ى ق َ ل ِ إ
َاب َ ذ َ ع ْ م ُ ك ْ يَ ل َ ع ُ اف َ خَ
ي أ ِّ ن ِ إ ُ ه ُ ر ْ ي َ غ ٍ ه َ ل ِ إ ْ ن ِم ْ م ُ ك َل
(الأعراف: ٩٥)، وقال تعالى: ) ٍيم ِ ظ َ ع ٍ م ْ و َ ي
َوا الله ُ د ُ ب ْ اع ِ ه ِ م ْ و َ ق ِ ل َ الَ ق ْ ذ ِ إ َ يم ِ اه َ ر ْ ب ِ إ َ (و
) َون ُ م َل ْ ع َ ت ْ م ُ ت ْ ن ُ ك ْ ن ِ إ ْ م ُ ك َ ل ٌ ر ْ ي َ خ ْ م ُ ك ِ ل َ ذ ُ وه ُ قَّ ات َ و
ٍاد َ ى عَ ل ِ إ َ (و (العنكبوت: ٦١)، وقال تعالى:
ْم ُ ك َ ا ل َ مَ
وا الله ُ د ُ ب ْ اع ِ م ْ و َ ا ق َ ي َ ال َ ا ق ً ود ُه ْ م ُ اه َ خَ
أ
(الأعراف: ٥٦)، ) َون ُ ق َّ ت َ ت َ ل َ فَ أ ُ ه ُ ر ْ ي َ غ ٍ ه َ ل ِ إ ْ ن ِ م
َال َ ا ق ً ب ْ ي َ ع ُ ش ْ م ُ اه َ خَ أ َ ن َ ي ْ د َ ى مَل ِ إَ (ووقال تعالى:
)... ُه ُ ر ْ ي َ غ ٍ ه َل ِ إ ْ ن ِم ْ م ُ كَا ل َ م َ
وا الله ُ د ُ ب ْ اع ِ م ْ و َ ا ق َ ي
(الأعراف:٥٨).
فالتركيز على عبادة اللهسبحانه في دعوة
الأنبياء هي الركيزة الأساسية والمبدأ الأول
الذي يسيرون عليه في حركتهم الإصلاحية،
وفي المقابل نهى أشد النهي عن عدم اعتماد
الربوبية كمبدأ للعمل الرسالي الإصلاحي.
وقد تجسدت هذه السمة في حركة
الإصلاحية بشكل جلي Aالإمام الحسين
من خلال أقواله وأفعاله وقد لا تجد هذا
الوضوح في الكثير من الحركات الإصلاحية
عند خروجه إلى العراق: A فمن أقواله
لا َ ، و ً را ِ ط َلا ب َ ، وً را ِأش ْ ج ُ ر ْ خَ أ ْ مَي ل ّ نَ
(... وأ
ِبَل َ ط ِ ل ُ ت ْ ج َ ر َ ما خ َّن ِ إ َ ، و ً ما ِ لا ظال َ ، و ً دا ِ س ْ ف ُ م
.)7(ي....) ّ د َ ج ِ ة َّ م ُ في أ ِ لاح ْ ص ِْ الا
َد َ ج َ اذا و َ وهو القائل في دعاء عرفة: (م
،)8() َك َ د َ ج َ و ْ ن َ م َ د َ ق َ ذي فَّا الَ م َ و َ ك َ د َ ق َ ف ْ ن َ م
م أصحابه وأخوته ّ وهو القائل عندما قد
وأبنائه في سبيل الله وقد أثخن بالجراح:
وهو الباكي )9()... ِّب َ يا ر َ ك ِ ضائ َ لى ق َ ع ً را ْ ب َ (ص
، لأنهم )10(على أعدائه في ساحة المعركة
سيدخلون النار بسبب انحرافهم عن مبدأ
الربانية الحقة، فكانت كل أقواله وأفعاله
خالصة لله سبحانه.
وما يلاحظ على كثير من الحركات التي
ادعت الإصلاح الرسالي افتقادها لهذه
السمة في منهجها الحركي وهو السبب
الذي قاد إلى فشلها واندثارها كالكثير من
الثورات التي قادها العلويون وغيرهم
وكان الهدف من ورائها السلطة، والمصالح
الفئوية أو الحزبية الضيقة مبتعدة عن
المنهج الرسالي الأصيل.
ثانياً: الأخلاقية
من السمات المهمة في كل حركة
إصلاحية أن تتصف بالأخلاقية، وكان
الهدف من بعثة الأنبياء والرسل هو تتميم
أنه Fالأخلاق، فقد روي عن الرسول
،)11(قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
وتتضح بجلاء الممارسات الأخلاقية في