مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 25

25
مجلة ينابيع
A
الأبعاد الإستراتيجية فيفكر الإمام الحسين
لم تكن واقعة كربلاء معركة عابرة
التقى فيها جيشان كما هو الحال في
المعارك الأخرى فانتصر أحدهما
وانهزم الآخر في ساعة ليقفل فيها التاريخ
أحداثها ويضعها صفحة من صفحات كتابه.
، ً
مهما
ً
لقد سجلت هذه الواقعة حضورا
فهي الواقعة الوحيدة التي تم الحديث عنها
F
وهي بعد لم تقع بما أخبر به النبي الأعظم
أم سلمة كما في حديث القارورة أو ما أخبر
ابن عباس وما أخبر به
A
به الإمام علي
A
أخاه الإمام الحسين
A
الإمام الحسن
،
)1(
عندما قال له ولا يوم كيومك يا أبا عبد الله
لنهضات
ً
ثم لتستمر هذه الواقعة محفزا
وثورات هنا وهناك ولتبقى معانيها السامية
ليومنا هذا.
ومن يستطلع كتب السير والتاريخ
لم
A
والمقاتل يلاحظ أن الإمام الحسين
يشر من قريب أو بعيد إلى إمكانية النصر
كلها
A
المادي على العدو، بل كانت كلماته
في أول
A
تصب في الشهادة حيث أعلن
بيانات نهضته: (من لحق بي منكم أستشهد
،
)2(
معي، ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام)
والفتح هنا ليس بمعنى الانتصار المادي على
واستلام
ً
الجيش الأموي ودخول الكوفة فاتحا
مقاليد الخلافة من الأمويين، بل الفتح هو
تحقيق إرادة السماء في ديمومة الإسلام
وحفظه من مخططات الأعداء ممن أرادوا
هدم قواعده ووأد تعاليمه وانجازاته، كما قد
A
يكون المعنى الذي أراده سيد الشهداء
هو ما بعد الشهادة، فالمرتبة التي ينالها
، وهل يوجد
ً
الشهيد تجيز له أن يكون فاتحا
فتح أعظم من تبوؤ مقعد صدق عند مليك
مقتدر.
: هل كان الإمام
ً
ولكن هناك تساؤلا
لأبعاد هذه الحرب،
ً
مخططا
A
الحسين
الأساليب العسكرية بإستراتيجياتها
ً
مستخدما
المعنوية والمادية؟، وهذا يعني أنه
ـ وبالرغم ـ من يقينه التام بما ستؤول إليه
نتيجة الحرب من استشهاده واستشهاد رجال
أسرته وأصحابه وسبي أهل بيته ونهب ماله
وحرق أبياته، سيقوم بدور القائد بكل ما
تعنيه هذه الكلمة أم سيقتصر دوره القيادي
على الوعظ والإرشاد ثم يقاتل
ً
باعتباره إماما
القوم ساعة هو وأصحابه ليقتلوا وينتهي كل
شيء.
هذا التساؤل المطروح نجد جوابه فيما
A
سنعرضهمنفعالياتقامبهاالإمامالحسين
تثبت قيادته العسكرية الناجحة رغم قلة
جيشه ومعداته الحربية والتي سنعقد فيها
ÍÃMI¹Ä
1...,26,27,28,29,30,31,32,33,34,35 15,16,17,18,19,20,21,22,23,24,...132
Powered by FlippingBook