مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 13

13
مجلة ينابيع
وارث الأنبياء
A
الإمام الحسين
أن ليس ثمة من شهادة عظيمة أعقبت
شهادة عيسى بعد مماته، سوى شهادة
ريحانة الرسول الاعظم، وسليل النبوة
وغذيها، وهي شهادة جرت على لسان
؛ لما تمثلت
A
شهيد المسيحية عيسى
فوق
A
له أهوال شهيد الإسلام الحسين
ً
الأرض التي زارها والتي صارت مسرحا
لشهادته... قد تأثر ولعن قاتليه، وأمر بني
اسرائيل بلعنهم، وحث الذين سيدركون
أيامه على القتال معه، فما هو الحجم
في سفر
A
المقياسي لشهادة الحسين
مات الإلهية والمعادلات البشرية على
ّ
المسل
ضوء ما قدمته من تضحيات عادت على
العقيدة بما عادت؟ كشهادة قربت بعظمتها
وخطر نتائجها وعظمها إلى حدود النبوة،
وقربت شهيدها إلى حدود ما في النبوة من
للنبوة، وكان
ً
قدسية وخلود، فكانت ظلا
شبيها بالرسل. ولا عجب في
A
الحسين
هذا المقتضي مادام لم يخرج عما أوصى
بني إسرائيل وما حثهم عليه
A
به عيسى
، بوصف الشهادة
A
من القتال مع الحسين
معه (كالشهادة مع الأنبياء)، مادام لم يخرج
عما اعلنه الرسول الكريم من قولته:
إعلانه
ً
(حسين مني وأنا من حسين) مبتدئا
منه، قبل أن
A
بالتركيز على كون الحسين
.
)7(
يكون هو من الحسين)
ومن يتأمل بخصوصيات العلاقة بين
ومن
A
والسيد المسيح
A
سيد الشهداء
ً
سار على نهجه من النصارى يلمس ذكرا
وشهادته ما قبل عاشوراء
A
للإمام
وكربلاء، ومعها وبعدها، ولا عجب في
A
ل الحسين
ّ
ذلك ولا غرابة في تمث
عن
ِّ
في الذب
A
ومشابهته للسيد المسيح
حرمة الدين والتضحية دونه، وإعلاء جوهر
خلوده، فالموقف
ّ
الدين والحفاظ على سر
لم
ً
رساليا
ً
ل للكتابيين بعدا
ّ
الحسيني مث
يكن بمعزل عن الأنبياء ورسالاتهم، بل هو
عينها وفي عمق جوهرها ولبابها، ولعل
والإشارة إلى
A
في حديث السيد المسيح
امتداد
)8(
A
ما يجري على الإمام الحسين
رسالي كشف عنه أهل البيت ليكون مناط
تعضيد لوحدة الرسالات وتماثل مواقفها
وتشابه أهلها النجباء الذين اختارهم الله
على علم على العالمين، وانتخبهم من خلقه
أجمعين.
وتجسد الموقف الرسالي في يوم
عاشوراء المماثل والمشابه لموقف السيد
)9(
المسيح – وهو اعتقاد باحث نصراني
A
قارن بين كلام الإمام ونبي الله عيسى
صراعهما مع الباطل وفداء الرسالة –
ّ
في لب
عن حقيقة
ِّ
في الدفاع عن الحق والذب
الإسلام والقرآن؛ لذا كان الإمام في خطابه
العاشورائي يقول: (ألا ترون إلى الحق لا
يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه) وهو
وقومه:
A
صدى قول الله تعالى في عيسى
ي
ِ
ذ
َّ
ال
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
َ
ل
ْ
و
َ
ق
َ
م
َ
ي
ْ
ر
َ
م
ُ
ن
ْ
ى اب
َ
عيس
َ
ك
ِ
ل
َ
(مريم:٤٣) فالقضية المحورية
) َ
ون
ُ
ر
َ
ت
ْ
م
َ
ي
ِ
يه
ِ
ف
A
في فداء عيسى، وشهادة الحسين
هي إقامة الحق الذي نبذه أعداء الرسالات
للصلاح
ً
للفسادة والظلم، وإبطالا
ً
طلبا
في وصيته
A
والعدل يقول الإمام الحسين
لأخيه محمد بن الحنفية: (وإني لم أخرج
أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما
F
خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي
أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،
وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي
فمن قبلني بقبول الحق فالله
A
طالب
أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى
يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو
وفي المقابل ترى السيد
)10(
خير الحاكمين)
1...,14,15,16,17,18,19,20,21,22,23 3,4,5,6,7,8,9,10,11,12,...132
Powered by FlippingBook