مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

12
مجلة ينابيع
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
وصيا، واجعل محله مني محل الحسين،
فإذا رزقتنيه فافتني بحبه، ثم افجعني به
كما تفجع محمدا حبيبك بولده) فرزقه
الله يحيى وفجعه به. وكان حمل يحيى ستة
.
)4(
كذلك )
A
أشهر وحمل الحسين
في قلب
A
وجرى ذكر الحسين
إبراهيم ولسانه، وذلك من معاني ووجوه
ٍ
ح
ْ
ب
ِ
ذ
ِ
ب
ُ
اه
َ
ن
ْ
ي
َ
د
َ
ف
َ
تفسير قوله جل ذكره:
(الصافات: ٧٠١)، (عن الفضل بن
) ٍ
يم
ِ
ظ
َ
ع
يقول: (لما
A
شاذان، قال: سمعت الرضا
أن يذبح مكان
A
أمر الله تعالى إبراهيم
ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه،
أن يكون قد ذبح ابنه
A
تمنى إبراهيم
بيده، وأنه لم يؤمر بذبح
A
إسماعيل
الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى
قلب الوالد الذي يذبح [ أعز ] ولده بيده،
فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب
على المصائب.
فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم،
من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب، ما
خلقت خلقا أحب إلي من حبيبك محمد.
فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، فهو
أحب إليك، أو نفسك؟ فقال: بل هو أحب
إلي من نفسي.
قال: فولده أحب إليك، أو ولدك؟ قال:
بل ولده. قال: فذبح ولده ظلما على أيدي
أعدائه أوجع لقلبك، أو ذبح ولدك بيدك
في طاعتي؟ قال: يا رب، بل ذبحه على
أيدي أعدائه أوجع لقلبي. قال: يا إبراهيم،
إن طائفة تزعم أنها من أمة محمد، ستقتل
الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا، كما
يذبح الكبش، فيستوجبون بذلك غضبي.
لذلك، وتوجع قلبه،
A
فجزع إبراهيم
وأقبل يبكي، فأوحى الله عز وجل إليه:
يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك
إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على
الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات
أهل الثواب على المصائب. فذلك قول
،
)5(
)
) ٍ
يم
ِ
ظ
َ
ع
ٍ
ح
ْ
ب
ِ
ذ
ِ
ناه ب
ْ
ي
َ
د
َ
(وف
الله عز وجل:
A
وقد يتوهم أن فداء الإمام الحسين
فيه من دلالة الأفضلية،
A
لجده إسماعيل
، وهو بخلاف
A
وعلو الرتبة على الإمام
، ولاسيما
B
ما نعتقده بمقام أهل البيت
أنهم خلاصة الأديان بأنبيائها ورسلها
وكتبها، ومنتهى وحي السماء وملتقى
الرسالات وجوهرها.
مع
A
ومن وجوه علاقة سيد الشهداء
الأنبياء صلته بالسيد المسيح (خصائص
، وذكره
A
عديدة منها البشارة بالحسين
على لسانه ولاسيما ما يجري عليه في
كربلاء، أما البشارة به فهي كلام السيد
ه تعالى
ّ
لتلاميذه: بذهابه إلى رب
A
المسيح
د له، جاء في
ِّ
الذي وعده بإرسال المؤي
إنجيل يوحنا: (إني ذاهب الآن إلى الذي
أرسلني وما من أحد منكم يسألني إلى
أين تذهب؟ غير أنني أقول لكم الحق: من
الخير لكم أن أمضي فإن لم أمض لا يأتكم
د، أما إذا مضيت فأرسله إليكم،
ِّ
المؤي
ومتى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر
والحكم )
ويذهب الدكتور المفكر انطون بارا
إلى رأي يخالف به تفسير بعض اللاهوتيين
د) بأنه من معاني (الروح
ّ
للفظ (المؤي
لاستعمال
ً
القدس)؛ لكونه جاء مغايرا
توصيف (الروح القدس) في الانجيل،
،
)6(
م ذلك بشواهد مختلفة من الانجيل
ّ
ودع
واختار رأيا استدل عليه بحسب اعتقاده أن
A
د) الذي بشر به عيسى
ِّ
المقصود بـ (المؤي
يقول انطون بارا
A
هو الإمام الحسين
بحسب ما يعتقد: (ولو نظرنا لرأينا...
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook