مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 74

74 مجلة ينابيع ربيع الثاني ٩٣٤١ه - العدد (٨٧) ربيع الأول
أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم
ون أجمع، فيقوم وسطهم ّ أوذيك، فيقر
ويقول لهم: (ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا
علي بن الحسين، ربك قد أحصى عليك
ما عملت كما أحصيت علينا، ولديه كتاب
ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة،
مقامك بين يدي ربك الذي لا ّ فاذكر ذل
ا، فاعف ً يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيد
واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى:
َر ِ ف ْ غ َ ي ْ ن َ أ َ ونُّب ِ ح ُ ت َ
لَ
وا أ ُ ح َ ف ْ صَي ْ ل َ وا و ُ ف ْ ع َي ْ ل َ (و
ويبكي، ثم ) ٌيم ِ حَ ر ٌ ور ُ ف َ غ ُ
اللهَ و ْ م ُ ك َ ل ُ
الله
يقول: اذهبوا فقد عفوت عنكم
وأعتقت رقابكم رجاء
للعفو عني وعتق رقبتي
فيعتقهم، فإذا كان
يوم الفطر أجازهم
بجوائز تصونهم
وتغنيهم عما في
أيدي الناس، وما من
وكان يعتق فيها ّ سنة إ
في آخر ليلة من شهر
رمضان ما بين العشرين
. )2(ا إلى أقل أو أكثر) ً رأس
في الحقيقة أعطاهم A فالإمام
ًا، وهو المال، وعطاء ً مادي ً عطاءين: عطاء
ا، وهو عتقهم وتحريرهم من ً معنوي
العبودية، وذلك لأن الإنسان مجبول على
حب الحرية بطبعه، وكره الذل والاستعباد،
ا على ً د عقدة الحقارة فيكون حاقد ّ ِ الذي يول
المجتمع، وبالتالي تنتج الجريمة. هكذا
في ً عملياً درسا A يعلمنا الإمام السجاد
احترام الإنسان وزرع الثقة في نفسه،
وبالتالي فإن المحبة والعدل سيسودان
وستنعدم أو تقل الجريمة إلى أبعد الحدود.
لوضع A لقد انبرى الإمام السجاد
السياسات الاقتصادية للمجتمع الإسلامي
في ذلك الوقت لما فيه مرضاة الله سبحانه
وتعالى وخدمة المسلمين بشكل عام ويعيد
التعاليم الدينية السامية المحمدية التي
منذ ذلك الوقت F أرساها رسول الله
والتي قضى عليها الحكم الأموي بشكل
ا، السياسات الأموية القائمة ًكامل تقريب
على الظلم، والساعية إلى الاستئثار
بالحكم، انتجت مشكلات اقتصادية
عصفت بالمجتمع الإسلامي، حيث تكونت
طبقة من المحتاجين والفقراء والمساكين،
لا يجدون لسد رمقهم سبيلا، فقد
دور A كان للإمام السجاد
ومنهج للتكافل الاجتماعي
في المجتمع الإسلامي،
كما حثت عليه الشريعة
المقدسة، فلم يكتف
بمساعدة A الإمام
الفقراء والمحتاجين
أو إعتاق العبيد، بل
تعهد بقضاء كل ما يحتاج
إليه الفقراء وحث أصحابه
على نهج هذا الدور وعدم A
A الاكتفاء بالتصدق. بذلك ينهج الإمام
قبال السياسة الأموية المالية ً جديداًمنهجا
الفاسدة التي تنفق الأموال في غير أوجه
الحق.
ولابد أن يكون المبادر لهذه المعالجات
أهل بيت العصمة المتمثل بعميدها آنذاك
، حتى نقلت عنه A الإمام زين العابدين
كتب السير والتاريخ مواقف في الجود
والكرم، بأنه يقضي الدين، ويعتق العبيد،
ويكرم الفقراء، ويواسي إخوانه المؤمنين،
محط أنظار المسلمين عامة، A وكان
وشيعة أهل البيت بصورة خاصة، يرون ما
انبرى الإمام
لوضع Aالسجاد
السياسات القتصادية
للمجتمع الإسلامي