مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 68

68 مجلة ينابيع ربيع الثاني ٩٣٤١ه - العدد (٨٧) ربيع الأول
من شهر ربيع الأول سنة 51 قبل البعثة
ا ً ا عاشق ً المباركة، وقد كان رسول الله محب
لخديجة، وكانت هي كذلك، وعاشا مدة من
ا، وخديجة هي الزوج الصابرة ً الزمن مع
المحبة والوفية لزوجها، وفي الوقت ذاته
هي الصدر الحنون، والثغر الباسم الذي
في عبوس تلك F يواجهه رسول الله
الأيام.. أيام المحنة.. وأيام بدء الرسالة،
حيث كانت مع النبي في دعوته، صدقته
حين كذبه الناس.. ونصرته حين خذله
في غربة ً الناس، وآوته حين كان وحيدا
مكة، وكفر أهلها، وزندقتهم..
وتعينه F وظلت خديجة تنصر النبي
حتى بذلت كل أموالها في سبيل نصرة
الإسلام...وفي سبيل الدعوة إليه، وأقامت
:F بأموالها عمود الإسلام، كما قال
بشيئين: مال ّ ما قام ولا استقام ديني إ
.)7(خديجة وسيف علي بن أبي طالب)
..Aوكانتأولمنآمنبهبعدالإمامعلي
ورسالته F وكما كانت وفية لرسول الله
ا ً وفي Fومحبة له ولشخصيته كان الرسول
ا لها، وحتى بعد رحيلها، فقد حزن ً ومحب
ا وبقي يذكرها بالخير، ً ا عظيم ً عليها حزن
ويفضلها على كل نسائه حتى أن نيران
الغيران اشتعلت في قلوب بعض نسائه
منها، وهي في العالم الآخر؛
F (عن عائشة، قالت: كان رسول الله
لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة
ا من ً فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوم
الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت
ا منها. ً ا، فقد أبدلك الله خير ً عجوز َّ إ
م شعره من ّ مقد ّ حتى اهتز F فغضب
الغضب، ثم قال: لا والله، ما أبدلني
ا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، ً الله خير
بني الناس، وواستني في ّ قتني إذ كذ ّ وصد
مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها
.)8( ا إذ حرمني أولاد النساء ً أولاد
F للنبي D وقد ولدت خديجة
أولاده القاسم والطاهر وفاطمة الزهراء
سلام الله عليها.
Fفقد وهبت خديجة رسول الإنسانية
المال والبنين.. والمحبة.. والنصرة.. وبارك
الله في نسلها حيث إن الكوثر هي من
ذريتها.. ولا زال ينبوع هذا الكوثر يتفجر
ا بعد يوم ليملأ الآفاق من نسل رسول ً يوم
ر في زمن الجاهلية بأنه ِّي ُ الذي ع F الله