70
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
سيدة النساء في عصرها.. كانا عاشقين
لبعضهما، وكان وجود فاطمة يزيدهما
رغم صعوبة الأيام
ً
ا وتضحية
ً
ا وألق
ً
عشق
التي كانت تمر عليهما باعتبارها السنين
الأولى لوضع أسس رسالة سماوية خاتمة..
وشاملة.. وخالدة على مدى الأزمان..
من بعض
ّ
ا إ
ً
وحيد
F
وكان الرسول
الأعوان والأنصار.. والأعداء كثيرون
يحيطونه من كل حدب وصوب، ويوجهون
إليه الأذى، والآلام، فتارة ينعتونه بالكاذب،
وهو الذي كانوا يسمونه (الصادق الأمين)،
ا... الخ؛
ً
ا وساحر
ً
وأخرى يعدونه مجنون
وخديجة في كل هذه المواقف معه تنصره
ره على الأذى وتطعم أيامه
ّ
بأموالها.. وتصب
بجلادة عزمها وصلابتها وقوة إيمانها..
واستمر بها الخطب.. وتمادت
وهي
D
المصائب تصب على فاطمة
لا زالت صغيرة، فعاشت في شعب أبي
طالب بعد حصار المشركين للنبي الأكرم
وعشيرته.. ورأت الحصار المر بعينيها
البريئتين ينصب على أبيها وعلى عشيرتها،
عب
ِ
واستمرت في هذا الحصار في الش
.
)12(
ثلاث سنين
ويا ليتها الأيام دامت هكذا.. فما سيأتي
وأدهى، فقد كان وجود أبي طالب
ّ
أمر
ونصرته للنبي يهون الخطب، وكذلك
وجود خديجة الزوجة الوفية المضحية
بأموالها ونفسها، وما تملك في سبيل
الدعوة الإسلامية.. الأم الحنون الرؤوم
التي كانت تغمر فاطمة بالمحبة والعطف
والحنان..
ولكن سطوة الأيام كانت قاسية وصرخة
المصائب كانت عالية حين اختطف الموت
أبا طالب وخديجة في ذات العام.. وواجه
مصيبة حين فقد
F
الرسول أعظم
الناصر.. والسند.. والمعين..
حين فقد القلب الدافئ الذي كان يغمره
بحبه.. والسند الذي يتكئ عليه.. ويعينه
في مسيرته الرسالية، فقد عمه الناصر
والمعين.. وزوجه السند والحبيب والرفيق،
.
)13(
فسمى ذلك العام بعام الحزن
ودفنت خديجة في الحجون، فنزل
في قبرها، وكانت (فاطمة
F
رسول الله
وتدور
F
تلوذ برسول الله
D
الزهراء
حوله، وتقول: يا أبه، أين أمي؟ قال: فنزل
فقال له: ربك يأمرك أن تقرئ
A
جبرئيل
فاطمة السلام، وتقول لها: إن أمك في بيت
ياقوت
ُ
ه
َ
د
َ
م
َ
ع
َ
من قصب، كعابه من ذهب، و
أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران،
: إن الله هو السلام،
D
فقالت فاطمة
.
)14(
ومنه السلام، وإليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ينظر: السيرة النبوية/ ابن هشام
الحميري/ ج1 ص121.
2) م.ن.
3) ينظر: الطبقات الكبرى/ابن سعد/
ج1ص031.
4) سبل الهدى والرشاد/الصالحي الشامي/
ج2ص951.
5) الثقات/ابن حبان/ج1ص64.
6) الكافي/للكليني/ج5ص573.
7) شجرة طوبى/ ج2 ص232.
8) الاستيعاب/ابن عبد البر/ج4ص3281.
9) البحار/المجلسي:ج61ص08.
01) ينظر: ن.م.
11) الأمالي/الشيخ الصدوق/ص096.
21) روضة الواعظين/الفتال النيسابوري/
ص35.
31)السيرة الحلبية/ج3ص894.
41) الأمالي/الشيخ الطوسي/ص571.
