مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 69

إضاءات السيرة
69
َ
اك
َ
ن
ْ
ي
َ
ط
ْ
ع
َ
ا أ
َّ
الأبتر فأعطاه الله الكوثر: (إن
َ
و
ُ
ه
َ
ك
َ
ئ
ِ
ان
َ
ش
َّ
ن
ِ
* إ
ْ
ر
َ
ح
ْ
ان
َ
و
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ل
ِّ
ل
َ
ص
َ
* ف
َ
ر
َ
ث
ْ
و
َ
ك
ْ
ال
)(سورة الكوثر).
ُ
ر
َ
ت
ْ
ب
َ
ْ
ا
مطلع النور:
بخمس
F
وبعد بعثة النبي الأكرم
سنين طلع النور من خديجة، نور فاطمة
ا
ً
الذي غمر الوجود بسناه.. وغمر محمد
وخديجة بالفرح والسرور..
في ذلك البيت الذي تردد فيه صوت
F
الوحي وملأت أرجاءه نجوى الرسول
على
D
وإيمان خديجة أطلت فاطمة
الدنيا، نقية كقطرة ندى سالت على خد
ورد في صبح ربيعي جميل كجمرة عشق
اشتعلت في قلب عاشق.. كعمود نور انبثق
في سحر داجي الظلام..
في العشرينمنجمادى الآخرة.. ولد
النور من النور.. وكما تذكر الروايات في
...
A
ولادتها المباركة (إذ هبطعليه جبرئيل
فناداه: يا محمد، العلي الأعلى يقرأ
عليك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل
ا، فشق
ً
عن خديجة أربعين صباح
ا
ً
، وكان لها محب
F
ذلك على النبي
F
ا، قال: فأقام النبي
ً
وبها وامق
ا، يصوم النهار، ويقوم
ً
أربعين يوم
الليل، حتى إذا كان في آخر أيامه تلك
بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر، وقال
قل لها: يا خديجة لا تظني أن انقطاعي
عنك هجرة ولا قلي، ولكن ربي عز
وجل أمرني بذلك لتنفذ أمره، فلا تظني
ا، فإن الله عز وجل
ً
خير
ّ
يا خديجة إ
ا،
ً
ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرار
ك الليل فأجيفي الباب، وخذي
َّ
فإذا جن
مضجعك من فراشك، فإني في منزل
فاطمة بنت أسد، فجعلت خديجة تحزن
،
F
ا لفقد رسول الله
ً
في كل يوم مرار
A
فلما كان في كمال الأربعين هبطجبرئيل
فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك
السلام، وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته
.
)9(
وتحفته....
ا من أطعمة الجنة يهبط
ً
وكان ذلك طعام
، ليتكون منه
F
به الملك على رسول الله
.
)10(
نطفة الزهراء سلام الله عليها
هكذا انعقدت النطفة الطاهرة من
الصلب الطاهر إلى الرحم المطهر لتتكون
أشرف مخلوقة خلقها الله عز وجل.
فاطمة التي طهرها الله من الدنس
والرجس... وجعل نطفتها تنعقد من
الطعام السماوي الطاهر لتلج إلى الوجود
بطهرها، وتنشر في هذا العالم رائحة
الجنان.. وطيبها..
تحدثها
D
(فلما حملت بفاطمة كانت
من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من
F
، فدخل رسول الله
F
رسول الله
،
D
ا فسمع خديجة تحدث فاطمة
ً
يوم
فقال لها: يا خديجة، من تحدثين؟ قالت :
الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني.
قال: يا خديجة، هذا جبرئيل يخبرني أنها
أنثى، وأنها النسلة الطاهرة الميمونة، وإن
الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها،
وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءه
.
)11(
في أرضه بعد انقضاء وحيه...)
نعم، لقد ولدت خديجة (فاطمة)، تلك
الهدية الربانية التي وهبها الله لها ليعم
خيرها الوجود.. وليملأ نورها قلب النبي
بالفرح والسرور..
دفء الحياة:
وعاشت فاطمة في كنف أبوين طاهرين
مطهرين.. فأبوها سيد الكائنات، وأمها
D
أم المؤمنين خديجة الكبرى
1...,70,71,72,73,74,75,76,77,78,79 59,60,61,62,63,64,65,66,67,68,...148
Powered by FlippingBook