مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 17

ح عليه عند علماء التجويدَ صطل ُ الم
والقراءات، والذي يرتبط بدلالة الآية التي
تتضمنه، إذ يكون للوقف والابتداء دلالة
وارتباط بالمعنى العام للآية، يلقي بظلاله
على دلالة النص القرآني.
ف هذا العلم بتعريفات كثيرة ِّ ر ُ وقد ع
منها: هو قطع النطق أو الصوت أو
، ونلحظ في )١(السكوت على آخر الكلمة
الوقف وبين َ بين ُ رادف ُ ه ي ّهذا التعريف أن
ها مختلفة ّ القطع والسكت، والصحيح إن
ت): قطع الصوت من دون ْ ، إذ (السكً دلاليا
الصوت من دون أن َ ع ِ ط ُ ا إذا ق ّ تنفس، أم
ع)، ْ ى (القط ّ ة للاستئناف يسم ّ تكون هناك ني
وبذلك يختلف الوقف عن السكت بجواز
القراءة ّ التنفس معه، وعن القطع في أن
، وقد رأى بعضهم دلالة هذه )٢(ة ّ معه منوي
.)٣(ها على الوقف ّ المصطلحات كل
ه: قطع ّ إذن يمكن تعريف الوقف بأن
ًس فيه عادة َّ تنف ُ يًالصوت على الكلمة زمنا
ا بما يلي الحرف ّ بنية استئناف القراءة إم
الموقوف عليه، أو بما قبله.
الوقف ّ م أن ّ ويبدو من التعريف المتقد
والابتداء مرادف للفصل والوصل المبحوث
بعضهم ّ عنه في علم البلاغة، حتى عد
، )٤( من القراءات ً عارا ُم ًالفصل والوصل علما
ن موضوع الوقف والابتداء ِ ويقصد م
الوقف َّ ؛ لأن ّ ، وهذا الكلام غير تامً تحديدا
والابتداء خاص بالقرآن الكريم، والفصل
والوصل يكون في القرآن وفي غيره من
الكلام، والوقف والابتداء لا مجال لتقدير
الواو العاطفة فيه بخلاف الفصل الذي
يكون بترك الواو العاطفة بين الجملتين.
ويشترط في الكلمة الموقوف عليها أن
المعنى، ّ صل بها، تام ّيكون بعدها كلام مت
والابتداء مما يلي الكلام المسكوت عنده،
لذا يشترط في الوقف والابتداء أن تكون
هناك جملتان ترتبط إحداهما بالأخرى
. ًدلاليا
ن الحرف الأخير ّ وعند الوقف يسك
نطق ُ ا عند الابتداء في ّ المنطوق من الكلمة، أم
ل السكوت ّ الوقف أو ّ (لأن ً كا ّ بالحرف محر
ن، كما ُ الذي ينقطع فيه عمل اللسان ويسك
ّ، لأن ً كا ّ متحر ّ بتدأ به لا يكون إ ُ كان الذي ي
ل الكلام الذي هو بحركة اللسان ّ الابتداء أو
ل الطرفين مجرى ّ فه، فأجروا أو ّ وتصر
.)٥( سائرهما)
:دلالته
(الوقف والابتداء) أهمية بالغة، ِ باب ِ ل
ًا ّ لم ُ فيجب أن يكون قارئ القرآن الكريم م
ً لأنواعه؛ تجنباًبأصوله وقواعده؛ عارفا
ر دلالة الآية الكريمة.ّللوقوع في ما يغي
عناية َ وقد أولى المفسرون هذا العلم
وا ّ ة، فذكروه في مصنفاتهم، واحتج ّ خاص
ما أفرد له بعض ّ نوا دلالته، ورب ّ له، وبي
في التصنيف.ً العلماء كتابا
ومن أهمية علم الوقف والابتداء ما
توظيفه في المسائل العقدية، كما ْ ن ِ م َ ر ِ ك ُ ذ
معرفة َّعن بعضهم: إن ً ذكر الأشموني نقلا
هذا العلم تظهر مذهب أهل السنة من
مذهب المعتزلة، ومراده ما جاء في قوله
ا َ م ُ ار َ ت ْ خَ ي َ اء و َ شَ ا ي َ م ُ قُ ل ْ خ َ ي َ ك ُّ ب َ ر َ (و تعالى:
، إذ تنوعت (القصص:86)) ُة َ رَي ِ خ ْ ال ُ م ُ هَ ل َ ان َ ك
أقوال المفسرين والفقهاء في الوقف في
الآية، فمذهب أهل السنة الوقف على قوله
(ويختار)، و (ما) عندهم نافية، وترك
الوقف مذهب المعتزلة على أن (ما) عندهم
.)٦(بمعنى الذي
ومن أمثلة الوقف والابتداء، وأثره في
ُه َ يل ِ وْ أ َ ت ُ مَ ل ْ ع َ ا ي َ م َ (و قوله تعالى: ًالعقيدة أيضا
،(آل عمران:7) ) ِلم ِ ي الع ِف َ ون ُ خ ِ اس َّ الرَ و ُ اللهَّ لا ِ إ
علم الوقف والابتداء في القرآن الكريم 17