مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

فائدة من الكلام على وفق هذا التركيب
،
)5(
بوجود الشرط فقط دون جزائه
وعند قراءة الآيات الكريمة من سورة
التكوير نجد أن (إذا) قد وقع بعدها في
، قال تعالى
ٍ
ماض
ٌ
كل هذه الآيات فعل
، ْ
ت
َ
انكدر
ُ
ا النجوم
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
ت
َ
ور
ُ
ك
ُ
ا الشمس
َ
( إذ
، ْ
لت
ِّ
ط
ُ
ع
ُ
ار
َ
عش
ْ
ا ال
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
يرت
ُ
س
ُ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ا ال
َ
ذ
ِ
إ
َ
و
ُ
ا البحار
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
شرت
ُ
ا الوحوش ح
َ
ذ
ِ
إ
َ
و
ا
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
زوجت
ُ
ا النفوس
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
رت
ِ
ج
ُ
س
ا
َ
ذ
ِ
، وإ
ْ
ت
َ
ل
ِ
ت
ُ
ق
ٍ
نب
َ
ذ
ِّ
ي
َ
أ
ِ
، ب
ْ
لت
ِ
ئ
ُ
س
ُ
ة
َ
ود
ُ
ؤ
ْ
و
َ
م
ْ
ال
، ْ
شطت
ُ
ماء ك
َّ
ا الس
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
شرت
ُ
ن
ُ
الصحف
، ْ
أزلفت
ُ
ة
َّ
جن
ْ
ا ال
َ
ذ
ِ
إ
َ
، و
ْ
عرت
ُ
س
ُ
يم
ِ
ح
َ
ا الج
َ
ذ
ِ
إ
َ
و
(التكوير:1- 41).
) ْ
ت
َ
حضر
َ
ما أ
ٌ
نفس
ْ
ت
َ
م
ِ
ل
َ
ع
وهذا الفعل الذي هو في الظاهر
على
ّ
هو في الحقيقة لا يدل
ٍ
فعل ماض
على الاستقبال
ّ
زمن المضي وإنما يدل
لأن هذه الأفعال إنما هي شروط لأداة
عملت في صيغة
ُ
الشرط (إذا) وإنها است
الماضي للتنبيه على تحقق وقوعها، (إن
الفعل الذي يلي أدوات الشرط يخلو
من الدلالة على الزمان، سواء أكان
على (يفعل) أم على (فعل) والماضي
المستعمل مع (إن) و(إذا) و (لو) ماض
.
)6(
غير حقيقي، ماض في اللفظ فقط)
ولو لاحظنا الآيات التي تتركب بأسلوب
الشرط نجد أن جواب الشرط جاء
ا
َّ
م
ٌ
س
ْ
ف
َ
ن
ْ
ت
َ
م
ِ
ل
َ
وهو قوله تعالى (ع
ً
متأخرا
) فإذا أردنا تقدير معنى الكلام
ْ
ت
َ
ر
َ
ض
ْ
ح
َ
أ
يكون بعد كل آية شرطية نفس الجواب
ٌ
س
ْ
ف
َ
ن
ْ
ت
َ
م
ِ
ل
َ
)، (ع
ْ
ت
َ
ور
ُ
ك
ُ
ا الشمس
َ
أي: (إذ
،) ْ
ت
َ
انكدر
ُ
ا النجوم
َ
ذ
ِ
إ
َ
)، (و
ْ
ت
َ
ر
َ
ض
ْ
ح
َ
ا أ
َّ
م
، وهكذا بقية
)7(
) ْ
ت
َ
ر
َ
ض
ْ
ح
َ
ا أ
َّ
م
ٌ
س
ْ
ف
َ
ن
ْ
ت
َ
م
ِ
ل
َ
ّ
الآيات الكريمة، فجواب الشرط لابد
من وجوده، وهذا التركيب في الحقيقة
يتفرد به القرآن الكريم ، لأنه ذكر وقائع
يوم القيامة في عدة آيات متعاطفة وجعل
هذا التصور بمثابة واقع الحصول بصيغة
الماضي الدال على المستقبل، فالجواب
غ
ّ
المتأخر عن كل هذه الآيات إنما سو
له وحدة الموضوع، على اعتبار المشهد
القرآني مخصوص بحدث واحد ألا وهو
وقائع يوم القيامة.
ومن دلالة (إذا) هي أن تأتي بسياق
واقع الحصول وغير مشكك به، على
عكس (إن) التي تستعمل للمشكوك في
الآيات مفتتحة
ِ
، لذلك لم تأت
)8(
حصوله
فيه
ّ
بـ (إن) لان كلام الله تعالى لا شك
ولا ريب هذا من جهة، والجهة الثانية
هذه الوقائع
ّ
هي توجيه المتلقي إلى أن
حاصلة وواقعة لا مناص.
في تركيب الجملة
ً
ونجد أيضا
َ
ل
َ
الفعلية نسق القسم في قوله تعالى
وفي هذه
(التكوير:51)
) ِ
س
َّ
ن
ُ
خ
ْ
ال
ِ
ب
ُ
م
ِ
س
ْ
ق
ُ
أ
الآية الكريمة افتتاح بحرف الفاء الذي
هو لتفريع القسم وجوابه على الآيات
السابقة باعتبار أن الكلام السابق أفاد
تحقيق وقوع البعث والجزاء، والتفريع
هنا تفريع معنى وذكر أي ذكر كلام على
كلام آخر لوجود مناسبة ووحدة بينهما
فمعنى لا اقسم هو في الحقيقة إيقاع
.
)9(
للقسم و (لا) هنا هي زائدة
دلالة التركيب في الجملة الاسمية:
تركيب الجملة الاسمية في سورة التكوير
يدخل فيه أكثر من تركيب نحوي فأول
َ
س
َ
ع
ْ
س
َ
ا ع
َ
ذ
ِ
إ
ِ
ل
ْ
ي
َّ
الل
َ
ما يطالعنا القسم
(التكوير:71ـ81)،
) َ
س
َّ
ف
َ
ن
َ
ا ت
َ
ذ
ِ
إ
ِ
ح
ْ
ب
ُّ
الص
َ
* و
فالواو في الاستعمال اللغوي يكون بداية
ً
للقسم، وقد افتتح القرآن الكريم كثيرا
بطبيعة
ّ
من السور بالقسم، وهذا يدل
.
)10(
الحال على عظم ما يقسم به
العدد (57) رجب - شعبان 8341 ه
12
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook