مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

كلمة
العدد
العدد (57) رجب - شعبان 8341 ه
8
تحدثنا في الحلقة السابقة عن المجتمع
من روافد المعرفة الفكرية
ً
الذي يعتبر رافدا
والتربوية التي يستقيها الفرد والتي تنعكس
على سلوكه، ومعطياته الفكرية
ً
وسلبا
ً
إيجابا
والعلمية، وتركنا هناك الجانب التربوي
والتعليمي الذي يكون المسؤول عنه بشكل
مباشر المدرسة ومؤسسات التعليم، والتي
أصبحت اليوم من أهم روافد المعرفة الفردية،
والتي يكتسب الفرد من خلالها مجموعة من
المزايا والأخلاق التي تعكس بيئة نشأته
الدراسية.
أخذت المدارس ومؤسسات التعليم العامة
في مجتمعاتنا الإسلامية
ً
هاما
ً
والخاصة طابعا
عن المجتمعات الأخرى. لما يترتب
ً
فضلا
على النتاج الفكري الذي يحصل عليه الطالب
من المنافع والفوائد المادية والاجتماعية،
على
ً
وأصبح اهتمام البيت والأسرة منصبا
تحصيل الطالب للمزايا الدراسية التي يمتاز
بها الطالب بين أقرانه، من أجل صقل مواهبه
الوراثية، وممتلكاته الفكرية تجاه الحصول على
الامتيازات والشهادات التي تصب في المنافع
المستقبلية التي يرجى أن يحظى بها الطالب،
إلى
ً
للأسرة أو البيت مضافا
ً
والتي تعتبر كيانا
لنفس الطالب.
ً
اجتماعيا
ً
ذاتيا
ً
كونها كيانا
وقد نشأت هذه الظاهرة اليوم بسبب
انفتاح المؤسسات الحكومية والأهلية علىعامة
الناس، وأصبح من مقدور كل أحد الوصول
إليها مع استكمال الشروط الموضوعة والتي
منها حصوله على بعض الشهادات الخاصة.
، ٌ
بالغ
ٌ
إن تأثير المدرسة على الطفل تأثير
وهي تعكس تأثير التربية الفكرية التي تعتبر
ثاني الدعامتين الأساسيتين للتربية الخلقية
للطفل، مقابل التربية العاطفية التي تنبع من
سعي التربية الأخلاقية لتثبيت قيم متعددة في
النفوس، مثل التسامح، والاحترام، والمحبة،
وما إلى ذلك من القيم الأخلاقية الهامة.
إن أهمية تأثير التربية الفكرية تكمن في قابلية
الطفل لتلقي المفاهيم العلمية والأخلاقية، بعد
، وتأثره
ً
ا نفسيا
ً
لجوئه للمؤسسة التعليمية لجوء
يرجح في كثير من الأحيان
ً
كبيرا
ً
بها، تأثرا
على تأثير البيت والأسرة، ولذا نشأ من ذلك
علم الاجتماع التربوي الذي يدرسإيصال القيم
الأخلاقية، والثقافية، والدينية، والوطنية،
ً
كبيرا
ً
إلى الطفل بعد وضوح تأثر الطفل تأثرا
بالمؤسسة التعليمية ويتم من خلالها زرع نواة
المفاهيم المشار إليها في ذهنه ووجدانه.
وعلى ذلك لابد من الاهتمام الكبير من قبل
المؤسسة التعليمية بأمرين:
الأول: تركيز المفاهيم العلمية الصحيحة
وفق المعايير الفنية التي توصلت إليها
الدراسات العلمية، ووفق التجربة الصحيحة
التي تم خوضها من قبل مؤسسات التعليم في
الدول المتقدمة، مع الاعتماد في ذلك على
المعطيات الخاصة بالبيئة والمجتمع اللذين
يعيش فيهما الفرد المستهدف في التعليم، ولا
مجال لأخذ المعايير الفنية من دون ملاحظة
البيئة والمجتمع اللذين يعتبران الرافد الأساس
في زرع مقومات الذكاء، والخبرة، في ذهن
المتعلم. بل لابد من ملاحظة ذلك ثم وضع
أسس فنية تسهم في استقاء المعلومات
الفكرية والعلمية من أجل المساهمة الفعالة في
إنشاء جيل متعلم واع فكري ثر، لديه الخبرة في
إنشاء دراسات علمية تسهم في نقل المجتمع
من حضيض الأمية والتخلف العلمي إلى أوج
العلم والمعرفة.
الثاني: تركيز المفاهيم الأخلاقية والدينية
في نفوس المتعلمين واعتبار ذلك من مقومات
الجيل المتعلم لا من الأمور الدخيلة على
التعليم، وكأنها من ترف المؤسسات التعليمية.
وقد أكدت الدراسات الأكاديمية الفنية على
من روافد اكتساب القيم
ٌ
رافد
المؤسسة التعليمية...
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,132
Powered by FlippingBook