مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 11

ا وغير واضح ويحتاج إلى
ً
يكون مبهم
وإدراك مراده، من هنا
ِ
تأويلات لفهمه
جاء تقسيم المعنى والدلالة في الآيات
القرآنية إلى دلالات متنوعة، منها الدلالة
الصوتية، والدلالة الصرفية، والدلالة
النحوية، والدلالة السياقية، وكل هذه
الدلالات هدفها واحد ألا وهو بيان
المعنى وتوضيحه.
والدلالة التي يتناولها هذا البحث
مقصورة على مستوى التركيب في سورة
التكوير، باعتبار أن التركيب وسيلة من
وسائل إنتاج الدلالة، وأن الترابط بينهما
منهما قائم على تحقق
ً
ّ
لا ينفك لأن ك
الآخر، فلا دلالة بدون تركيب ولا
تركيب بدون دلالة، وهذا شرط الفائدة
المتحققة في الكلام.
الدلالة النحوية: يمكن فهم الدلالة
النحوية على أنها إدراك المعاني من
خلال العلاقات النحوية في التركيب،
و(هي الدلالة التي تحصل من خلال
العلاقات النحوية بين الكلمات التي
في الجملة حسب
ً
معينا
ً
تتخذ منها موقعا
قوانين اللغة، إذا إن كل كلمة في التركيب
أن تكون لها وظيفة نحوية من
ّ
لا بد
، فالتفاعل في التركيب
)2(
خلال موقعها)
بين معاني الأبواب النحوية على وفق
القواعد المخصوصة هو الذي يعطي
المعنى المراد والمقصود، فالفاعلية
جزء مهم من التركيب النحوي للجملة،
وإذا نظرنا إليه من ناحية التركيب نجده
ٍ
تركيب
ِ
يتداخل مع ألفاظ ثانية على وفق
ً
مفهوما
ً
إسنادي معين لينتج لنا كلاما
ذا معنى يحسن السكوت عليه، لنجد
على معنى
ّ
أن هذا التركيب النحوي دل
معين يقصده المتكلم، فعلى هذا الأساس
تكون الدلالة النحوية عبارة عن تركيب
قواعدي، إن صح التعبير، يساهم في
إيصال المعنى بطريقة صحيحة.
وعلى أساس هذه العلاقة بين الدلالة
والنحو تنفتح وتتضح معاني الكلام،
ً
م ترتيبا
ّ
حيث أن الجملة العربية تحت
يكون المعنى صعب
ّ
بحيث لو اختل
ً
خاصا
.
)3(
المنال
دلالة التركيب في الجملة الفعلية:
تحتوي الجملة الفعلية في سورة التكوير
ة تراكيب نحوية، ومن هذه
ّ
على عد
التراكيب تركيب الشرط، حيث يبدأ
الشرط منذ الآية الأولى إلى الآية الثالثة
عشرة بصورة متصلة غير منقطعة،
تح بأداة
ُ
وهذا الأسلوب النحوي قد أفت
الشرط (إذا)، فعندما يبتدئ المتكلم
يترقب
ً
بهذه الأداة يعطي للمتلقي حافزا
به ما يكون في نهاية كلامه، على اعتبار
ة
ّ
أن هذه الأداة الشرطية يكون لها تتم
لبداية الكلام، فإذا
ً
أو جزاء
ً
مثل جوابا
ُ
ت
، ولم
ٌ
قلنا على سبيل المثال: إذا جاء زيد
نكمل تتمة الكلام، ففي هذه الحالة يكون
الترقب على معرفة
ّ
أشد
ً
السامع مترقبا
التتمة من الكلام، وهذا الأسلوب قد
اتبعه القرآن الكريم منذ أول آية في هذه
السورة المباركة، (الافتتاح بـ (إذا) افتتاح
، ً
مشوق لأن (إذا) ظرف يستدعي متعلقا
شرط يؤذن بذكر جواب بعده
ً
ولأنه أيضا
فإذا سمعه السامع ترقب ما سيأتي بعده،
.
)4(
وخاصة بالإطناب بتكرير كلمة (إذا)
جملة الشرط تتألف من عبارتين
متلازمتين لا تستقل إحداهما عن
، ً
الأخرى، العبارة الأولى تسمى شرطا
، والكلام
ً
أو جزاء
ً
وتسمى الثانية جوابا
إلا بذكر الجواب أو الجزاء، فلا
ّ
لا يتم
الدلالة النحوية في سورة التكوير
11
1...,12,13,14,15,16,17,18,19,20,21 2,3,4,5,6,7,8,9,10,...132
Powered by FlippingBook