9
مجلة ينابيع
التنظير للشعائر الحسينية... البعد الإيجابي
الاجتماعي ليراه الآلاف من المشاهدين
ويقتنع به كل من لا يجد في نفسه الحرقة على
ما جرى في كربلاء، أو يحتاج في نفسه إلى من
إلى قضية
ّ
لأنه غير منشد
ً
يبرر عدم تأثره نفسيا
، بحيث ينشأ بالتدريج جو
A
سيد الشهداء
عام ينكر الأساليب العاطفية الولائية التي
ّ
على مر
B
اعتاد عليها شيعة أهل البيت
B
إلى عصور المعصومين
ً
العصور وصولا
الذين أبدوا في مواقف كثيرة الجزع على سيد
الشهداء ولفاجعة الطف الأليمة، وحثوا
شيعتهم بأساليب متعددة على استذكار
المصيبة والتألم لها والتوجع على ما جرى...
وقد رأينا تأثر بعض البلدان ذات القاعدة
الشعبية الولائية العريضة بهذا الطرح
وسريان الأفكار المشبوهة إليها حتى طغى
عليها الهدوء وقلة الاستعداد بشكل ملفت
للنظر. فكان الداخل إليها لا يشعر بولائية
الشعب ولا انشداده للفاجعة الأليمة.. بل
يرى الناسفي سبات..
لكن مما يهون الخطب...
: أن الهجمة كلما زادت حدتها زاد
ً
أولا
تأثيرها الإيجابي على المجتمعات الولائية
الأخرى، وزاد الهيجان النفسي تجاه سيد
الشهداء لاستشعار الشريحة الموالية بمظلومية
من أعدائه، ومن بعض أوليائه،
A
الحسين
فيزداد لذلك تعلق الموالين بقضيتهم،
واعتزازهم بها، حتى يعتبروا أن الإغراق في
على هذه الدعوات
ّ
إبداء التألم والتوجع رد
الضالة والمؤثرة على فاعلية فاجعة الطف،
التي هي من أروع معالم الدين الإسلامي،
وأن بقاء الدين ببقائها، وكلما زادت فاعلية
المصيبة على القاعدة الشعبية زاد رسوخ
.
B
العقيدة والانشداد لأهل البيت
رين والمتفلسفين
ّ
: تعرية المنظ
ً
ثانيا
وضحالة أفكارهم وبعدهم العلمي ولو
على طول الخط، وهذه إيجابية ذات أهمية
كبيرة في مجتمعاتنا، ليميز الله الخبيث من
في المجتمعات الشيعية
ً
الطيب، خصوصا
التي معاييرها في التقييم يخضع لأسس دينية
صحيحة وعدم فرض شخصيات دينية
خاصة من قبل المؤسسة الدينية، ولذا كانت
القاعدة الشعبية تختار الشخصيات الدينية
ضمن الضوابط الشرعية، ومن هنا نرى بين
الحين والآخر ظهور شخصيات تعتبر أنفسها
رة لكن على طول فترة معينة
ّ
حة ومنظ
ِ
مصل
تبدأ بالاضمحلال والضمور في الساحة
الشيعية، لأنها تتعرى ويظهر للجمهور
.ً
وربما عقيديا
ً
انحرافها فكريا
وتبقى كلمة الله تعالى في الأرض هي
العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى، وحسبنا
الله ونعم الوكيل.
المشرف العام
>
