مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 42

مجلة ينابيع
42
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
ل من مكان إلى مكان،
ّ
ليركبها الإنسان ويتنق
تعبه المشي على
ُ
ومن بلدة إلى بلدة، لئلا ي
الأقدام، وإذا جاع ذبحها وأكل من لحمها.
فنحن نعيش في ولاية الله سبحانه
ها
ّ
نعمه التي لا يعد
ّ
وتعالى، وفي ظل
ون، فالذي يريد أن يعصي الله تعالى
ّ
العاد
، ويستغني عن
ً
لا
ّ
لابد أن يخرج من ولايته أو
نعمه، ثم يعصيه.
لا
ً
عا
ِ
ض
ْ
و
َ
م
ْ
ب
ُ
ل
ْ
وأما الأمر الثالث فهو: (اط
!)، ذلك لأن الله
َ
ت
ْ
ئ
ِ
ما ش
ْ
ب
ِ
ن
ْ
اذ
َ
و
ُ
الله
َ
راك
َ
ي
شيء وخلق الإنسان،
ّ
سبحانه الذي خلق كل
لع على كل ما يجري في الكون،
ّ
هو مط
ومنها أفعال العباد، صغيرها وكبيرها،
ِ
ل
ْ
ب
َ
ح
ْ
ن
ِ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
ُ
ب
َ
ر
ْ
ق
َ
أ
ُ
ن
ْ
ح
َ
ن
َ
يقول تعالى:
َّ
ل
ِ
إ
ٍ
ل
ْ
و
َ
ق
ْ
ن
ِ
م
ُ
ظ
ِ
ف
ْ
ل
َ
ا ي
َ
(ق:61)،
) ِ
يد
ِ
ر
َ
و
ْ
ال
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َّ
ن
ِ
إ
َ
(ق:81)،
) ٌ
يد
ِ
ت
َ
ع
ٌ
يب
ِ
ق
َ
ر
ِ
ه
ْ
ي
َ
د
َ
ل
ا
َ
م
َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
* ي
َ
ين
ِ
ب
ِ
ات
َ
ا ك
ً
ام
َ
ر
ِ
* ك
َ
ين
ِ
ظ
ِ
اف
َ
ح
َ
ل
(الانفطار: 01ـ11ـ21). ويقول أمير
) َ
ون
ُ
ل
َ
ع
ْ
ف
َ
ت
َ
اد
َ
ب
ِ
وا ع
ُ
م
َ
ل
ْ
في هذا المجال: (اع
A
المؤمنين
ْ
ن
ِ
م
ً
ونا
ُ
ي
ُ
وع
ْ
م
ُ
ك
ِ
س
ُ
ف
ْ
ن
َ
أ
ْ
ن
ِ
م
ً
دا
َ
ص
َ
ر
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َّ
ن
َ
أ
ِ
الله
ْ
م
ُ
ك
َ
ال
َ
م
ْ
ع
َ
أ
َ
ون
ُ
ظ
َ
ف
ْ
ح
َ
ي
ٍ
ق
ْ
د
ِ
ص
َ
اظ
َّ
ف
ُ
وح
ْ
م
ُ
ك
ِ
ح
ِ
ار
َ
و
َ
ج
ٍ
ل
ْ
ي
َ
ل
ُ
ة
َ
م
ْ
ل
ُ
ظ
ْ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
ْ
م
ُ
ك
ُ
ر
ُ
ت
ْ
س
َ
ت
َ
ْ
م
ُ
ك
ِ
اس
َ
ف
ْ
ن
َ
أ
َ
د
َ
د
َ
وع
.
)2(
).. ٍ
اج
َ
ت
ِ
و ر
ُ
ذ
ٌ
اب
َ
ب
ْ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
ْ
م
ُ
ك
ُّ
ن
ِ
ك
ُ
ي
َ
و
ٍ
اج
َ
د
لع على أعمالنا وأفعالنا،
ّ
فالله تعالى مط
، وإذا رمنا معصيته
ً
ا
ّ
أو شر
ً
سواء عملنا خيرا
ثم نعصيه، لا أن
ً
ر عنه أولا
ّ
أن نتست
ّ
لابد
:
A
نتستر عن المخلوقين فقط، يقول
َّ
ن
ِ
إ
َ
ف
ِ
ات
َ
و
َ
ل
َ
خ
ْ
ي ال
ِ
ف
ِ
الله
َ
ي
ِ
اص
َ
ع
َ
وا م
ُ
ق
َّ
(ات
.
)3(
) ُ
م
ِ
اك
َ
ح
ْ
ال
َ
و
ُ
ه
َ
د
ِ
اه
َّ
الش
معنى هذا الكلام هو أن الحاكم إذا
من هذا
ً
ترافع إليه خصمان يطلب شهودا
الخصم ومن ذاك، فإذا كان الحاكم هو قد
حضر الأمر المتخاصم عليه وشهده، ما
احتاج إلى شاهد.
لع
ّ
كذلك الله سبحانه وتعالى هو مط
ط شهود،
ّ
على أفعال العباد، من دون توس
فينبغي للإنسان أن يخاف منه تعالى عندما
يكون وحده، كما يخاف منه عندما يكون
مع أحد من الخلق.
إلى الأمر
A
ثم ينتقل الإمام الحسين
َ
ض
ِ
ب
ْ
ق
َ
ي
ِ
ل
ِ
ت
ْ
و
َ
م
ْ
ال
ُ
ك
َ
ل
َ
م
َ
الرابع، وهو: (إذا جاء
،)! َ
ت
ْ
ئ
ِ
ما ش
ْ
ب
ِ
ن
ْ
اذ
َ
و
َ
ك
ِ
س
ْ
ف
َ
ن
ْ
ن
َ
ع
ُ
ه
ْ
ع
َ
ف
ْ
اد
َ
ف
َ
ك
َ
وح
ُ
ر
ويعيش من
ً
نا
ّ
فمهما كان الإنسان متحص
دة،
ّ
خلف سواتر وحواجز وحراسة مشد
رها الله لحياته في
ّ
إذا انتهت المدة التي قد
الموت
َ
هذه الدار الدنيا، أرسل إليه ملك
ليقبض روحه، فيأتيه ملك الموت بأمر الله
ره
ّ
تعالى، من دون أن يستأذن منه، أو يخي
بين البقاء في الدنيا والانتقال إلى الدار
الآخرة.
يصف كيفية
A
الإمام أمير المؤمنين
مجيء ملك الموت للإنسان بوصف رائع،
ً
ِ
ز
ْ
ن
َ
م
َ
ل
َ
خ
َ
ا د
َ
ذ
ِ
ه إ
ِ
ب
ُّ
س
ِ
ح
ُ
ت
ْ
ل
َ
حيث يقول: (ه
ى
َّ
ف
َ
و
َ
ت
َ
ي
َ
ف
ْ
ي
َ
ك
ْ
ل
َ
ب
ً
دا
َ
ح
َ
ى أ
َّ
ف
َ
و
َ
ا ت
َ
ذ
ِ
اه إ
َ
ر
َ
ت
ْ
ل
َ
ه
ْ
م
َ
أ
ِ
ض
ْ
ع
َ
ب
ْ
ن
ِ
ه م
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ج
ِ
ل
َ
ي
َ
ه أ
ِّ
م
ُ
أ
ِ
ن
ْ
ط
َ
ي ب
ِ
ف
َ
ين
ِ
ن
َ
ج
ْ
ال
َ
و
ُ
ه
ْ
م
َ
ا أ
َ
ه
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ن
ْ
ذ
ِ
إ
ِ
ه ب
ْ
ت
َ
اب
َ
ج
َ
أ
ُ
وح
ُّ
الر
ْ
م
َ
ا أ
َ
ه
ِ
ح
ِ
ار
َ
و
َ
ج
.
)4(
ا)
َ
ه
ِ
ائ
َ
ش
ْ
ح
َ
ي أ
ِ
ه ف
َ
ع
َ
م
ٌ
ن
ِ
اك
َ
س
يحكي لنا دخول
A
الإمام الصادق
ملك الموت على نبي الله سليمان بن
ـ ذات يوم
A
، إذ(قال ـ سليمان
A
داود
لأصحابه ان الله تبارك وتعالى: قد وهب
لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي، سخر لي
الريح والانس الجن والطير والوحوش،
وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شئ ،
ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم
سروري يوم إلى الليل، وقد أحببت أن
أدخل قصري في غد فاصعد أعلاه وأنظر
إلى ممالكي فلا تأذنوا لاحد علي لئلا يرد
علي ما ينغص علي يومي فقالوا: نعم، فلما
كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى
1...,43,44,45,46,47,48,49,50,51,52 32,33,34,35,36,37,38,39,40,41,...132
Powered by FlippingBook