مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 38

مجلة ينابيع
38
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
ثم قال: أيها الناس إنما المؤمنون إخوة،
ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب
يضرب
ً
بعدى كفارا
َّ
ن
ُ
نفس منه، فلا ترجع
بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت
فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، ألا هل بلغت، اللهم
.
)15(
اشهد. فليبلغ الشاهد منكم الغائب)
خطبة غدير خم
ولما رجع بمن معه من تلك الألوف
وبلغوا وادي (خم) وهو واد شديد الحر
هبط عليه الروح الأمين بآيات التبليغ يقول
الحق سبحانه:
َ
ك
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
َ
ل
ِ
ز
ْ
ن
ُ
ا أ
َ
م
ْ
غ
ِّ
ل
َ
ب
ُ
ول
ُ
س
َّ
ا الر
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
ُ
ه
َ
ت
َ
ال
َ
س
ِ
ر
َ
ت
ْ
غ
َّ
ل
َ
ا ب
َ
م
َ
ف
ْ
ل
َ
ع
ْ
ف
َ
ت
ْ
م
َ
ل
ْ
ن
ِ
إ
َ
و
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
ِ
م
(المائدة: 76).
) ِ
اس
َّ
الن
َ
ن
ِ
م
َ
ك
ُ
م
ِ
ص
ْ
ع
َ
ي
ُ
ال
َ
و
بغدير خم وليس بالموضع اللائق
F
فنزل
للنزول، وكان يوما هاجرا جدا يستظل
الناس فيه بأرديتهم ودوابهم،. .وصنع له
منبر من أقتاب الإبل، وكان عدد الحاضرين
في ذلك اليوم مائة وعشرين ألف نسمة،
وقد علم الجميع بأن هذا آخر اجتماع لهم
يوشك أن يدعى
F
من هذا القبيل، والنبي
إلى ربه، فأمر رسول الله أن يرد من تقدم
منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك
المكان، فلما اجتمعوا صعد المنبر وأخذ
بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما
وعرفه القوم أجمعون فقال:
يا أيها الناس. .إني أوشك أن أدعى
فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون،
فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت
ونصحت فجزاك الله خيرا.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق
وناره حق، وأن الموت حق وأن البعث بعد
الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها،
وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال: اللهم أشهد.
فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من
أنفسكم؟ قالوا: بلى. قال: إن الله مولاي
وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من
أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه. ثم
قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه،
وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر
من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه
حيث دار.
من خطبته نزلت الآية:
F
فلما انتهى
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ت
ْ
م
َ
م
ْ
ت
َ
أ
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ين
ِ
د
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
ت
ْ
ل
َ
م
ْ
ك
َ
أ
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
(ال
فقال
ا)
ً
ين
ِ
د
َ
م
َ
ل
ْ
س
ِ
ْ
ال
ُ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
يت
ِ
ض
َ
ر
َ
ي و
ِ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
: الله أكبر على إكمال الدين
F
رسول الله
وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي
والولاية لعلي من بعدي.
،
A
ثمطفقالقوميهنئونأميرالمؤمنين
وممن هنأه في مقدم الصحابة أزواج رسول
، وقال
)16(
والشيخان أبو بكر وعمر
F
الله
حسان بن ثابت أبياته المعروفة:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم وأسمع بالرسول مناديا
يقول ومن مولكم ووليكم
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولنا وأنت ولينا
ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني
رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت موله فهذا وليه
فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه
)17(
وكن للذي عادى عليا معاديا
1...,39,40,41,42,43,44,45,46,47,48 28,29,30,31,32,33,34,35,36,37,...132
Powered by FlippingBook