مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 126

126
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
ة في أهل هذه المملكة،
ّ
ن
ُ
وهذه س
فإنهم يأخذون الرجل الغريب الذي يجهل
ا ثم
ً
ا واحد
ً
كونه عليهم عام
ّ
أمرهم فيمل
يطردونه وينبذونه؛ وهو لجهله لا يشك
ت
ّ
في أن ملكه دائم وحكمه قائم؛ فإذا مر
ا
ً
سنة من ملكه أخرجوه ونبذوه عريان
ا، فيقع في بلء وشقاء.
ً
ا سليب
ً
مجرد
فلما سمع الرجل ذلك شكر الشيخ
وعاد أدراجه إلى القصر.
وأمضى ليله يفكر في عاقبة أمره،
فلما كان السحر انقدحت في ذهنه فكرة
من بعد طول تأمل وتفكر، فيما سيؤول
إليه أمره والمصير، فنزلت عليه الفكرة
أغمض عينيه ونام.
ٍ
ا وحينئذ
ً
ا وسلم
ً
برد
وما أن طلع الفجر ولاح وأشرقت
ا
ً
شمس الصباح حتى كان الملك جالس
ا منتبه الحواس لم
ً
فوق عرشه مستيقظ
تبد عليه آثار السهر وطول التفكير حتى
السحر!
وجاء القادة والوزراء فصرفهم إلى
أعمالهم ثم أمر بإحضار رئيس المهندسين
ائين، فلما حضرا صرف الجميع
ّ
وكبير البن
ولم يبق غيرهما، فأخذهما إلى ناحية من
القصر وأفضى إليهما بعزمه على بناء
ن لهما مكانه وقال لهما:
ّ
قصر جديد وعي
ـ سأفتح لكما الخزائن تأخذان منها
ما تشاءان! فرئيس المهندسين يخطط
ذ
ّ
ائين ينف
ّ
ويضع التصاميم وكبير البن
الخرائط والخطط ثم أمر آخر أريد أن
ا لا يعلم به أحد
ً
يبقى هذا المشروع سر
وأن يجري العمل ليل نهار، أما المدة
فيجب ألا تكون أكثر من عام واحد فقط.
ا من الرخام
ً
أريد أن أرى قصر
اء
ّ
يتوسط الجزيرة تحوطه الحدائق الغن
والمزارع الخضراء!
وهكذا بدأت الزوارق والقوارب
تنطلق إلى الجزيرة تحمل المؤن ومواد
البناء والعمال وأصحاب الحرف.
وكان الملك يتابع عمليات البناء
وحفر الآبار ونقل فسائل الأشجار وشق
السواقي والأنهار.
وراح الملك يرسل إلى تلك الجزيرة
الغلمان والجواري وثم تأثيث القصر
ع بالدرر
ّ
بأنواع الأثاث الفاخر المرص
والجواهر وهكذا أصبحت الجزيرة
ا
ً
المهجورة معمورة، وبات القصر جاهز
ّ
للستقبال، وبات الرجل في أشد
الاستعجال! يترقب مرور الشهور والأيام
واكتمال السنة والعام!
ا دار العام جاء الجنود فأخذوه
ّ
فلم
وكان من شدة سروره مشرق الوجه
ا، يعرف
ً
منشرح الصدر متأهب
ً
مبتسما
أن عاقبة أمره إنه سيعيش في الجزيرة
ا، فالرجل الأول قضى على نفسه
ً
متنعم
عليه. والرجل
ً
لكه وبالا
ُ
بجهله وأصبح م
الثاني فاز بعقله وفكر في عاقبة أمره فآل
إلى ما آل إليه.
وهذه هي حال الدنيا والآخرة فمن
يعمل للدنيا يكون مصيره مصير ذلك
الرجل الجاهل ومن يعمل للآخرة يكون
مصيره مصير ذلك الرجل العاقل.
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ل
ِ
ا ل
َ
ه
ُ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
ن
ُ
ة
َ
ر
ِ
خ
ْ
ال
ُ
ار
َّ
الد
َ
ك
ْ
ل
ِ
ً
ادا
َ
س
َ
ف
َ
ل
َ
و
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ا
ِ
ف
ً
ا
ّ
و
ُ
ل
ُ
ع
َ
ون
ُ
يد
ِ
ر
ُ
ي
َ
ل
.
) َ
ين
ِ
ق
َّ
ت
ُ
م
ْ
ل
ِ
ل
ُ
ة
َ
ب
ِ
اق
َ
ع
ْ
ال
َ
و
1,127,128,129,130,131 116,117,118,119,120,121,122,123,124,125,...132
Powered by FlippingBook