122
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
(المجاز قنطرة الحقيقة)
حكاية رمزية
واحة الأدب
ÍÃMI¹Ä
كانت هناك مملكة في غابر الزمان
أمرها عجيب، ذات يوم وصلها
ا
ً
ا حافي
ً
رجل غريب كان فقير
قه الفقر عيناه زائغتان
ّ
ا مز
ً
يرتدي ثوب
ه يعثر
ّ
بسبب الجوع اتجه إلى السوق لعل
ا يرحمه
ً
على كسرة خبز أو يصادف إنسان
ا
ً
ق عليه؛ فإذا به يصادف حرس
ّ
ويتصد
ا مسلحين فانخلع لمنظرهم قلبه.
ً
وجنود
رآهم يتجهون إليه فأراد أن يهرب
لكنهم أمسكوا به دون سؤال استغاث
الرجل الغريب، تضرع إليهم وبكى
ولكنهم حملوه كما تحمل الجنائز وأخذوه
متجهين نحو تلل خضراء لاحت له في
وا به خلل الحقول
ّ
أطراف المدينة؛ مر
اء وعبروا
ّ
الخضراء والحدائق الغن
السواقي والجداول إلى أن وصلوا إلى
قصر منيف تحيطه الأسوار العالية وأبراج
الحراسة الشاهقة.
ا رأى الرجل أنه يستغيث فل
ّ
ولم
يغاث ويبكي فل يلتفت إليه أحد؛ استسلم
لمصيره، بل ونسي جوعه وعطشه.
اتجه الجنود نحو بناء من الرخام
موا الرجل الغريب إلى رجل
ّ
الأبيض وسل
عملق ضخم الجثة ومعه رجل آخر عبوس
ا. كان البخار يتصاعد من
ً
الوجه أيض
دخل
ُ
حوض مبني من المرمر الصقيل، أ
الرجل إلى غرفة وخلعوا ثوبه الوحيد
الممزق ليوضع في صندوق مركون في
الزاوية.
أشار الرجل العملق إلى بعض الخدم
فتلقفوا الرجل الغريب ووضعوه في
الحوض وباشروا عملهم في تنظيفه حتى
أزالوا عن بدنه الأوساخ وجاء الحلق
ن فأزال عنه الشعر الزائد وقص
ّ
والمزي
ا ثم دهنوه
ً
له شعر رأسه حتى أصبح متألق
بالعطور الفواحة والزيت، وأخذوه إلى
لل الحريرية الناعمة
ُ
غرفة مليئة بالح
المطرزة والمزركشة بالخيوط الذهبية
ً
مرصعا
ً
موا له حذاء
ّ
والفضية، وقد
بالجواهر واتجهوا به إلى البلط الملكي،
له عرش ذهبي.
َ
فلح
ا لا
ً
الرجل الغريب ما يزال مشدوه
كمال السيد
كاتب وروائي
