مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 124

124
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
ان يرتدي أفخر
ّ
ا وأمسى شبعان ري
ً
جائع
الثياب والحلل وقد ضربت دونه الستائر
والكلل وبطنه مليئة بالطعام وكان نومه
ا بالأحلم، بدأ يصدق
ً
ا زاخر
ً
عميق
بأنه السلطان وإنه الملك وصاحب التاج
والصولجان !!
يوم آخر وآخر وفي اليوم الرابع
ّ
ومر
أسند ظهره إلى العرش باسترخاء وراح
ينظر إلى الأعيان والوزراء بنظرة فيها
ازدراء واستعلء! وتناهى إليه صوت
الخيول ونباح الكلب فقال لوزيره ما هذا
أيها الوزير؟!
ـ قال كبير الوزراء:
ـ إنها رحلة صيد لمولانا السلطان ففي
لعبة الصيد والصياد تخفيف من عناء حكم
البلد وتدبير شؤون العباد!
وهكذا ذهب الملك الجديد في رحلة
للترفيه والصيد!
لم تمض سوى أسابيع حتى اغتر
ا بسلطانه وتاجه وصولجانه
ً
الملك تمام
وراح يكثر من تناول الطعام والذهاب إلى
الحمام، وامتلأ قصره بالغلمان والجواري
الحسان، والمطربين والإكثار من إقامة
الحفلت والسهرات!!
وهكذا تمر الأيام والشهور حتى اكتمل
عام بالتمام.
ا
ً
كان الملك في صباح ذلك اليوم جالس
ا في البلط،
ً
على عرشه ولكنه كان وحيد
لا وزراء ولا أعيان، فهل البلد في عطلة
أم أن ذلك بسبب سهرة البارحة والحفلة
ويا لها من حفلة فاضحة؟! واستغرق في
عام بالتمام .. في ذلك
ّ
الفكر... آه لقد مر
ا
ً
الصباح قبل عام كنت قرب السوق جائع
ا دون نعل وحذاء ممزق
ً
دون طعام وحافي
الثياب، وها أنا اليوم في هذا الصباح
ان أرتدي أفخر
ّ
ان ري
ّ
شبعان شبعان وري
الثياب وأنام في الليل والنهار أعيش كما
وفي فخار!
ٍّ
تعيش الملوك في عز
ا في الخيال
ً
وفيما كان الملك مستغرق
إذا بصيحات الجنود تكسر صمت المكان
وإذا بهم يقتحمون البلط ويتجهون إليه
ا،
ً
وينتزعونه من فوق العرش انتزاع
فصرخ بهم.
ـ أنا السلطان! اغربوا عن وجهي
واخرجوا من المكان!!
ولكن الجنود الغلظ الأجسام،
اندفعوا نحوه وانتزعوه من عرشه
واتجهوا به إلى ذلك الحمام الذي جاءوا
به إليه قبل عام! فأدخلوه إلى ذات الغرفة
وأخذوا التاج منه وخلعوا حلله وثيابه
وجردوه من كل شيء، ثم فتحوا ذلك
الصندوق وألبسوه ثوبه الممزق وسجنوه
لحين حلول المساء.
المساء وأظلمت السماء انفتح
ّ
ولما حل
الباب بقوة وأخرج الرجل عنوة؛ واتجهوا
به في الظلم وجميع أهل المدينة نيام.
وقاد الحرس والجنود الرجل الممزق
الثياب حتى وصلوا إلى ساحل البحر
فدفعوه إلى داخل القارب وجذفوا طوال
الليل إلى السحر حتى وصلوا إلى جزيرة
صغيرة فألقوه في الرمال وعادوا من
حيث أتوا به.
فلما طلع الصباح وبزغ نور الشمس
ا في
ً
ولاح؛ وجد الرجل نفسه وحيد
ا من
ً
جزيرة جرداء كالصحراء ورأى كثير
الجماجم والعظام والأشلء!
1,125,126,127,128,129,130,131 114,115,116,117,118,119,120,121,122,123,...132
Powered by FlippingBook