مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 123

واحة الأدب
123
يفهم ماذا يجري له، ظن نفسه في حلم،
ه لكي يستيقظ
ّ
ففرك عينه وصفع خد
ولكن دون جدوى، شيء يجري على أرض
الواقع!
وضعوا التاج على رأسه وقادوه إلى
ا استقر به الجلوس،
ّ
العرش ليجلس، ولم
رأى الجميع ينحني له ويهتفون بصوت
واحد.
ا وطاعة للسلطان!
ً
ـ سمع
ا تدور عيناه
ً
ظل الرجل الغريب ساكت
في محجريهما؛ ينتظر نهاية لما يجري،
فجأة زقزقت عصافير بطنه فتذكر جوعه
بها رمقه، تمتم
ّ
كان يتمنى كسرة خبز يسد
بصوت مخنوق: كم أنا جائع !!
ون
ّ
فإذا بالخدم وبأسرع ما يكون يمد
الخوان ثم رأى آخرين يحملون الأطباق،
فيها ما لذ وطاب من البط المشوي
والخبز الطازج الطري وألوان الفاكهة
وثمار الفصول الأربعة، ومن أنواع
الحلوى، فامتلأ الخوان بأصناف الطعام
من الحامض والحلو والمالح:
ج رأسه بعمامة تشع
ّ
وانحنى له رجل تو
في مقدمتها ياقوته حمراء وقال:
ـ تفضل يا جللة السلطان!
التفت الرجل الغريب حواليه ليرى
ا
ً
من يخاطب؛ فإذا هو لا يرى شخص
سواه!
تمتم بصوت منقطع بعد أن بلع ريقه:
ـ كل هذا الطعام لرجل واحد !!
ـ قال الرجل الذي انحنى له:
ا بصفتي كبير الوزراء
ً
ـ وأنا أيض
سوف أجلس وأتحدث معكم في شؤون
المملكة!
ا وهو
ً
ا حذر
ً
نزل الرجل الغريب مرتبك
يتلفت ويتساءل في نفسه ماذا سيأكل؟
هل سيأكل من لحم البط المشوي أم إنه
ا من السياط؟!
ً
سيأكل عدد
قام كبير الوزراء برفع العمامة من
رأس السلطان باحترام بالغ ليضعها فوق
طبق فارغ يحمله أحد الخدم.
ا،
ً
ا وآخر طست
ً
وجاء خادم يحمل إبريق
صب الذي يحمل الإبريق الماء على يدي
(السلطان) الذي انهار أمام رائحة اللحم
ا
ً
ق اللحم تمزيق
ّ
يديه يمز
ّ
المشوي فمد
ج على الحلوى
ّ
ويلتهمه بشراهة ثم عر
ا ويقضم الفاكهة
ً
فراح يبطش بها بطش
ا !!!
ً
قضم
قال كبير الوزراء:
ا يا مولاي
ً
ا مريئ
ً
ـ أكلت هنيئ
السلطان؛ إن هذه المملكة مملكتك وأنا
رهن إشارتك، تأمر وتنهى ومنا السمع
والطاعة!!
امتلأت بطن الملك الجديد! بالطعام
فتثاءب للحاق بجيش النيام ومشاهدة
الأحلم.
قال كبير الوزراء:
ـ تفضل يا مولاي السلطان إلى غرفة
النوم للستراحة والاستحمام!
دخل الملك إلى حجرة واسعة يتوسطها
سرير يكفي لأربعة أشخاص سمان، ألقى
بنفسه فوق السرير الوثير ووضع رأسه
فوق وسائد من الاستبرق والحرير،
فشعر بأن جسمه يطفو على سطح بحيرة
هادئة أو في قارب يتهادى وينساب!
وهكذا أمضى الملك الجديد يومه
ا
ً
ا عاري
ً
العجيب، في الصباح كان حافي
المجاز قنطرة الحقيقة .. حكاية رمزية
1,124,125,126,127,128,129,130,131 113,114,115,116,117,118,119,120,121,122,...132
Powered by FlippingBook