مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 127

واحة الأدب
127
حكي أن البادية قحطت في أيام هشام الأموي، فقدمت عليه
العرب، فخافوا أن يكلموه، وكان فيهم درواس بن حبيب وهو ابن ست
عشرة سنة، له ذؤابة وعليه شملتان، فوقعتعليه عينهشام، فقاللحاجبه:
دخل، حتى الصبيان !! فوثب درواسحتى
ّ
إ
َّ
ما شاء أحد أن يدخل علي
، وإنه لا يعرف
ً
وطيا
ً
فقال: يا أمي... إن للكلام نشرا
ً
وقف بين يديه مطرقا
بنشره، فإن أذن لي الأمي أن أنشره نشرته، فأعجبه كلامه،
ّ
ما في طيه إ
وقال له: انشره لله درك، فقال: يا أمي ... إنه أصابتنا سنون ثلاث، سنة
العظم، وفي أيديكم فضول
ْ
ت
َّ
ق
َ
أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة د
مال، فإن كانت لله ففرقوها على عباده، وإن كانت لهم، فعلام تحبسونا
عنهم؟ وإن كانت لكم، فتصدقوا بها عليهم، فإن الله يجزي المتصدقين.
، فأمر
ً
فقال هشام: ما ترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرا
للبوادي بمائة ألف دينار وله بمائة ألف درهم، ثم قال له: ألكحاجة؟ قال:
ما لي حاجة في خاصة نفسي دون عامة المسلمين، فخرج من عنده وهو من
القوم.
ِّ
أجل
( المستطرففي كل فن مستظرف/الأبشيهي/ج1ص29)
نوادر في البيان والبلغة والفصاحة
1,128,129,130,131 117,118,119,120,121,122,123,124,125,126,...132
Powered by FlippingBook