مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 62

مجلة ينابيع
62
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
في سماء الأحرار،
ً
ومدويا
ً
والحرية عاليا
فقد روى الذهبي: عن الفرزدق قال: لما
لقيت عبد الله بن عمر،
A
خرج الحسين
فقلت: إن هذا قد خرج فما ترى؟ قال: أرى
أن تخرج معه فإنك إن أردت دنيا أصبتها
، فإن دل ذلك
)6(
وإن أردت آخرة أصبتها
فيدل على صلاح مسيرة الإمام وسلميتها
وعدم تلوثها بالشوائب العدوانية التي تلون
العقلية الأموية متمثلة بجائرها يزيد بن
A
معاوية، وهذا ما أكده الإمام الحسين
في قوله لأخيه محمد بن الحنفية في وصية
لا
َ
، و
ً
را
ِ
ط
َ
لا ب
َ
، و
ً
را
ِ
أش
ْ
ج
ُ
ر
ْ
خ
َ
أ
ْ
م
َ
ي ل
ّ
له: (إن
ِ
ب
َ
ل
َ
ط
ِ
ل
ُ
ت
ْ
ج
َ
ر
َ
ما خ
َّ
ن
ِ
إ
َ
، و
ً
ما
ِ
لا ظال
َ
، و
ً
دا
ِ
س
ْ
ف
ُ
م
َ
ر
ُ
آم
ْ
ن
َ
أ
ُ
ريد
ُ
، أ
F
ي
ّ
د
َ
ج
ِ
ة
َّ
م
ُ
في أ
ِ
لاح
ْ
الإص
ِ
ة
َ
سير
ِ
ب
َ
سير
َ
أ
َ
، و
ِ
ر
َ
ك
ْ
ن
ُ
م
ْ
ال
ِ
ن
َ
هى ع
ْ
ن
َ
أ
َ
و
ِ
وف
ُ
ر
ْ
ع
َ
م
ْ
ال
ِ
ب
ْ
ن
َ
م
َ
، ف
A
ب
ِ
بي طال
َ
أ
ِ
ن
ْ
ب
ِّ
لي
َ
أبي ع
َ
ي و
ّ
د
َ
ج
ْ
ن
َ
م
َ
، و
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
لى ب
ْ
و
َ
أ
ُ
الله
َ
ف
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
ول
ُ
ب
َ
ق
ِ
ني ب
َ
ل
ِ
ب
َ
ق
ني
ْ
ي
َ
ب
ُ
الله
َ
ي
ِ
ض
ْ
ق
َ
ى ي
ّ
ت
َ
ح
ُ
ر
ِ
ب
ْ
ص
َ
هذا أ
َّ
ي
َ
ل
َ
ع
َّ
د
َ
ر
.
)7(
) َ
مين
ِ
حاك
ْ
ال
ُ
ر
ْ
ي
َ
خ
َ
و
ُ
ه
َ
، و
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
ب
ِ
وم
َ
ق
ْ
ال
َ
ن
ْ
ي
َ
ب
َ
و
A
فكان الإصلاح شعار الإمام الحسين
وديدنه الذي ورثه عن جده سيد البشر
أجمعين فقد روى الطبري عن عقبة بن
A
أبي العيزار فذكر خطبة الحسين الإمام
F
ِ
الله
َ
ول
ُ
س
َ
ر
َّ
ن
ِ
! إ
ُ
اس
ّ
ا الن
َ
ه
ُّ
ي
َ
فقال: (قال: أ
لحرم
ًّ
مستحلا
ً
جائرا
ً
: من رأى سلطانا
َ
قال
ة رسول
ّ
لسن
ً
لعهد الله، مخالفا
ً
الله، ناكثا
الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان،
على
ً
ا
ّ
ر عليه بفعل ولا قول، كان حق
ّ
فلم يغي
وا
ُ
م
ِ
ز
َ
ل
ْ
د
َ
ق
ِ
لاء
ُ
هؤ
َّ
ن
ِ
إ
َ
لا و
َ
اللهأن يدخله مدخله. أ
، ِ
من
ْ
ح
َّ
الر
َ
ة
َ
وا طاع
ُ
ك
َ
ر
َ
ت
َ
، و
ِ
طان
ْ
ي
َّ
الش
َ
ة
َ
طاع
،َ
ود
ُ
د
ُ
ح
ْ
وا ال
ُ
ل
َّ
ط
َ
ع
َ
، و
َ
ساد
َ
ف
ْ
وا ال
ُ
ر
َ
ه
ْ
ظ
َ
أ
َ
و
، ِ
الله
َ
رام
َ
ا ح
ُ
و
ّ
ل
َ
ح
َ
أ
َ
، و
ِ
يء
َ
ف
ْ
ال
ِ
وا ب
ُ
ر
َ
ث
ْ
أ
َ
ت
ْ
اس
َ
و
، لذلك نستقرئ من نص
)8(
) ُ
ه
َ
لال
َ
وا ح
ُ
م
َّ
ر
َ
ح
َ
و
أن يزيد بن معاوية كان
A
خطبة الإمام
لحرم الله يعمل
ً
مستحلا
ً
جائرا
ً
سلطانا
في عباد الله بالإثم والعدوان، وهذا يؤشر
بما لا يقبل الشك بأن يزيد كان عدواني
واضح وجلي في
ٍ
السلوك الذي تمثل بشكل
سيرته.
مستويات السلوك العدواني
لقد تناول الباحثون والمفكرون
ومن مختلف مشاربهم المعرفية السلوك
العدواني في عدة مستويات تمثل تطوره
أو مراحل نموه، وهذا ما سيتم تحليله في
نف في
ُ
ضوء السلوكيات الأموية، لذا ص
:
)9(
عدة مستويات نوردها بما يأتي
المستوى الأول: التعبيراتالإجرائية
تشمل في المقام الأول السلوك
الرمزي واللفظي ويتضمن (الإيماءات
اللفظية السلبية، وتعبيرات الوجه والاعتداء
، فبعد
ً
د الأكثر شيوعا
ّ
ع
ُ
اللفظي) الذي ي
انتهاء معركة الطف تعرضت عيالات
إلى السبي والسفر
B
الحسين وأهل بيته
بهم إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام، لذا كان
، حيث كان السير
ً
وشاقا
ً
السفر مرهقا
لرغبة السلطة اليزيدية في
ً
تنفيذا
ً
حثيثا
الوصول بأسرع وقت إلى الشام، ومراكب
السفر وهي الجمال لم تتوفر لها أدنى
وسائل الراحة التي اعتادها المسافرون
في ذلك الزمن، والمرافقون العسكريون
لقافلة السبايا كانوا جفاة صلفين في تعاملهم
مع النساء والأطفال كزجر بن قيس وشمر
بن ذي الجوشن، حيث يقذفون السبايا
بالشتم والسب ويضربونهم بالسياط لأدنى
.
)10(
مناسبة
وبعد وصول السبايا ودخولهم الشام
وحضورهم في مجلس يزيد بإجراءات
صد منها إيقاع أكبر قدر
ُ
بالغة الصعوبة ق
من الإذلال والهوان بنفوس السبايا، لكن
وقبل إدخالهم على يزيد أوقفوهم فترة
1...,63,64,65,66,67,68,69,70,71,72 52,53,54,55,56,57,58,59,60,61,...132
Powered by FlippingBook