مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 143

143
في الفصاحة والبلاغة والبيان
قيل: إن سعد بن ضمرة الأسدي لم يزل يغير عل النعمان بن المنذر يستلب
أمواله حتى عيل صبه، فبعث إليه يقول: إن لك عندي ألف ناقة عل أنك تدخل
أيها
ً
في طاعتي، فوفد عليه وكان صغير الجثة، اقتحمته عينه وتنقصه، فقال: مهلا
الملك، إن الرجال ليسوا بعظم أجسامهم، وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إن نطق
نطق ببيان، وإن صال صال بجنان، ثم أنشأ يقول:
يا أيهـا الملـك المرجـو نـائلــه إني لمن معشرشم الذرى زهر
ك الأجسـام إن لنـا أحـلام عـاد وإن كنا إلى قصر
َّ
فلا تغـرن
فكم طويل إذا أبصـرتجثته تقول هذا غداة الروع ذو ظفر
بالأهـل والزمر
ً
فـإن ألــم بـه أمــر فأفظعــه رأيتـه خـاذلا
فقال: صدقت فهل لك علم بالأمور؟ قال: إني لأنقضمنها المفتول، وأبرم
منها المحلول، وأجيلها حتىتجول، ثم أنظر فيها إلى ما تؤول، وليسللدهر بصاحب
من لا ينظر في العواقب. قال: فتعجب النعمان من فصاحته وعقله، ثم أمر له بألف
الملك
ُ
رب
ُ
ناقة، وقال له: يا سعد إن أقمت واسيناك وإن رحلت وصلناك، فقال: ق
أحب إلي من الدنيا وما فيها، فأنعم عليه وأدناه وجعله من أخص ندمائه.
(المستطرففي كل فن مستظرف/الأبشيهي/ج1ص29)
1,144,145,146,147 133,134,135,136,137,138,139,140,141,142,...148
Powered by FlippingBook