مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 141

141
تنغيم ًفرق كبير بين التنغيمين، وطبعا
الاستفهام يؤثر بشكل أعمق على المتلقي
فلهذا اختير في التعبير القرآني دون
عن تعاضد ظاهرة ً النفي، هذا فضلا
الوقف معه والتي تمثل عنصر تنبيه
للمتلقي، إذ كلما وردت آية في بدايتها
) كانت هناك َّلا ِ إ َ ون ُ ر ُ نظ َ ي ْ ل َ أسلوب (ه
علامة من علامات الوقف موجودة في
نهاية أسلوب الاستفهام للفصل بينه وبين
تكملة الآية الكريمة، وكما يأتي:
) ُة َ ك ِ لآئ َ م ْال ُ م ُ يه ِ ت ْ أ َ ن تَ أ َّ لا ِ إ َ ون ُ ر ُ نظَ ي ْ ل َ (ه
.(الأنعام: 851)
فإذا أمعنا النظر في كلتا الآيتين
السابقتين، فسوفنلاحظفيها ظاهرتين
صوتيتين تتعاضدان على التأثير في
دلالتهما، وهاتان الظاهرتان هما: ظاهرة
.)11( ، وظاهرة الوقف)10(التنغيم
ة في ّ تنغيم الجملة الاستفهامي ّ فإن
كل منهما له وقعه الخاص على المتلقي،
] أو َ اكَتَ أ ْ ل َ إذ هناك فرق في تنغيم [ه
ى] وبين جملة (قد أتاك) أو (قد َ تَ أ ْ ل َ [ه
أتى) فالأسلوب الطلبي له نغمته الخاصة
المؤثرة على المتلقي والتي يخلو منها
الأسلوب الخبري، إذن فأي شخص
يسمع أو يقرأ إحدى هاتين الآيتين،
سيكون لوقع تنغيمهما أثر واضح عليه،
عن التأثير الذي يسببه الوقف في ً فضلا
هذا ّ نهاية الجملة الاستفهامية، إذ إن
يرتاح ً مجردة ً زمنية ً ل فسحة ّ الوقف لا يمث
فيها القارئ من القراءة، بل هو عنصر
تنبيه للمتلقي ينبهه للسؤال المثار،
يفكر فيه مع نفسه بمعنى ً ويكسبه وقتا
هذا السؤال، وكذلك ينبهه للحدث المهم
الذي سوف يتم الكلام عنه بعد هذا
) َاك َ أت ْ ل َ السؤال، ولم يقتصر أسلوب (ه
على بداية السورة القرآنية فحسب بل
ورد هذا الأسلوب في آيات أخرى من
القرآن الكريم، هي:
وا ُ ر َّ و َ س َ ت ْ ذ ِ إ ِ م ْ ص َ خ ْ ال ُ
أ َ ب َ ن َ اك َتَ أ ْ ل َ ه(
. (ص: 12) ) َ اب َ ر ْ ح ِ م ْ ال
. (البروج: 7) ) ِود ُ ن ُ ج ْ ال ُ يث ِ د َ ح َ اك َتَ أ ْ ل َ (ه
) َيم ِ اه َ ر ْ ب ِ إ ِ ف ْ ي َ ض ُ يث ِ د َ ح َ اك َتَ أ ْ ل َ (ه
. (الذاريات: 42)
ُة َ ك ِ لئ َ م ْ ال ُ م ُ ه َ ي ِ ت ْأ َ ن تَ أ َّ لا ِ إ َ ون ُ ر ُ نظ َ ي ْ ل َ (ه
. (النحل: 33) ) َك ِّ ب َ ر ُ ر ْ مَ أ َ ي ِ ت ْأ َ ي ْ وَ
أ
م ُ هَ ي ِ ت ْ أ َ ن تَ أ َ ة َ اع َّالس َّ ِ إ َ ون ُ ر ُ نظ َ ي ْ ل َ (ه
.(الزخرف: 66) ) َون ُ ر ُ ع ْ ش َ ي َ ْم ُ ه َ و ً ة َ ت ْ غَ ب
م ُ هَ ي ِ ت ْ أ َ ن تَ أ َ ة َ اع َّالس َّ ِ إ َ ون ُ ر ُ نظَ ي ْ ل َ ه َ (ف
.(محمد: 81)ا) َ ه ُ اط َ ر ْ شَ
اء أ َج ْ د َ ق َ ف ً ة َ ت ْ غَ ب
: (هل) في نهاية الية القرآنية ً ثالثا
ورد الاستفهام بـ(هل) بكثرة في
القرآن الكريم، إذ تجاوز وروده في
عشرين آية قرآنية.
ما تكون الجملة الاستفهامية ً وغالبا
ن ّ في نهاية الآية عنصر تنبيه للمتلقي تبي
رت ّ خلاصة الأفكار والمعاني التي عب
ة، من ذلك ما جاء ّ عنها الآية القرآني
ٍوس ُ ب َ ل َ ة َ ع ْ ن َص ُ اه َن ْ مَّل َ ع َ (وفي قوله تعالى:
ْم ُ نتَ أ ْ ل َ ه َ ف ْ م ُ ك ِ س ْ أ َن ب ِّ م م ُ كَ ن ِ ص ْ ح ُ ت ِ ل ْ م ُ كَّل
، موضع الشاهد هو (الأنبياء:08)) َون ُ ر ِ اك َ ش
من ّ لكلً)، أي تنبيها َ ون ُ ر ِ اك َ ش ْ م ُ نتَ أ ْ ل َ ه َ (ف
فه ّ ى يسأل نفسه بعد توق ّيقرأ هذه الآية حت
عند نهاية هذه الآية، هل شكر النعمة التي
أنعمها الله سبحانه وتعالى عليه أم لا،
ليس مجرد حدوث فعل الشكر فحسب
رت بصيغة اسم الفاعل ّ الآية عب ّ إذ أن
) دون َ ون ُ ر ِ اك َ عن الشكر فقالت: (ش
د ّ (تشكرون) أي تريد دوام الشكر لا مجر
لله) ً ي بذلك بقوله: (شكرا ّ ظ المتلق ّ تلف
عند سماعه أو قراءته لهذه الآية فحسب.
أثر التنغيم والوقف في دلالة (هل) الاستفهامية