مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 140

140
: (هل) في بداية السورة القرآنية.
ً
أولا
سور
ّ
ذكر الزركشي (ت497هـ) ست
افتتاحها بأسلوب الاستفهام منها
ّ
تم
افتتاحهما بـ(هل) هما سورتا
ّ
سورتين تم
.
)3(
الإنسان والغاشية
إذ افتتحتسورة الإنسان بقوله تعالى:
ْ
م
َ
ل
ِ
ر
ْ
ه
َّ
الد
َ
ن
ِّ
م
ٌ
ين
ِ
ح
ِ
ان
َ
نس
ِ
ْ
ى ا
َ
ل
َ
ى ع
َ
ت
َ
أ
ْ
ل
َ
ا)، وللمفسرين في هذه
ً
ور
ُ
ك
ْ
ذ
َّ
ا م
ً
ئ
ْ
ي
َ
ن ش
ُ
ك
َ
ي
الآية رأيان، فمنهم من يرى أن في الآية
، ومنهم من يرى إن
)4(
استفهام إنكاري
أسلوب الاستفهام هنا جاء بمعنى (قد)
. إذ لا يقصد الاستفهام
)5(
أي للتقرير
الحقيقي من هذه الآية فهو استفهام خرج
مجازي.
ً
إلى معنى
أما بالنسبة لسورة الغاشية فهي
ُ
يث
ِ
د
َ
ح
َ
اك
َ
ت
َ
أ
ْ
ل
َ
مفتتحة بقوله تعالى: (ه
F
) والخطاب هنا للنبي
ِ
ة
َ
ي
ِ
اش
َ
غ
ْ
ال
والمقصود من (هل) أتاك (قد أتاك) على
، ويبدو أنهم
)6(
رأي جماعة من المفسرين
استندوا في هذا المعنى إلى الرواية التي
وردت عن النبي (ص) ونص هذه الرواية
الآتي:
ْ
ل
َ
على امرأة تقرأ: (ه
F
ُّ
النبي
ّ
(مر
). فقام يستمع
ِ
ة
َ
ي
ِ
اش
َ
غ
ْ
ال
ُ
يث
ِ
د
َ
ح
َ
اك
َ
ت
َ
أ
. وهذه الرواية
)7(
ويقول: نعم قد جاءني)
معنى التقرير الذي يخرج
ّ
ن لنا أن
ّ
تبي
لوعي
ً
د نتيجة
ّ
إليه الاستفهام بـ(هل) يتول
ّ
المتلقي بهذا الأسلوب وتأثيره فيه فيقر
بهذا الأمر، إذن معنى التقرير نتوصل
إليه من تأثير النص على المتلقي، لا من
النص فحسب.
أما أبو حيان (ت547هـ) فله رأي آخر
الاستفهام جاء في
ّ
في هذه الآية وهو إن
ل السورة القرآنية لفائدة جليلة مفادها
ّ
أو
.
)8(
(تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر)
وهذا الرأي هو الراجح في هذا
أبا حيان بعبارته هذه
ّ
البحث، ويبدو أن
ه إلى الأثر الصوتي الذي يتركه
ّ
قد تنب
أسلوب الاستفهام على المتلقي فيؤدي
إلى تحريك نفسه باتجاه هذا الخبر.
: (هل) في بداية الية القرآنية.
ً
ثانيا
لت (هل) الاستفهامية كلمة البداية
ّ
مث
ة، وقد جاء تعبير
َّ
د
ِ
في آيات قرآنية ع
) في بداية أكثر من آية
َّ
لا
ِ
إ
َ
ون
ُ
ر
ُ
نظ
َ
ي
ْ
ل
َ
في القرآن الكريم، ومن ذلك ما جاء
ُ
ه
َ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ت
َّ
لا
ِ
إ
َ
ون
ُ
ر
ُ
نظ
َ
ي
ْ
ل
َ
في قوله تعالى:
ن
ِ
م
ُ
وه
ُ
س
َ
ن
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
ُ
ول
ُ
ق
َ
ي
ُ
ه
ُ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ي ت
ِ
ت
ْ
أ
َ
ي
َ
م
ْ
و
َ
ي
ا
َ
ن
َّ
ل ل
َ
ه
َ
ف
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
ا ب
َ
ن
ِّ
ب
َ
ر
ُ
ل
ُ
س
ُ
ر
ْ
اءت
َ
ج
ْ
د
َ
ق
ُ
ل
ْ
ب
َ
ق
َ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ن
َ
ف
ُّ
د
َ
ر
ُ
ن
ْ
و
َ
ا أ
َ
ن
َ
ل
ْ
وا
ُ
ع
َ
ف
ْ
ش
َ
ي
َ
اء ف
َ
ع
َ
ف
ُ
ن ش
ِ
م
،
(الأعراف:35)
)... ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ا ن
َّ
ن
ُ
ي ك
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ر
ْ
ي
َ
غ
َ
ون
ُ
ر
ُ
نظ
َ
ي
ْ
ل
َ
جملة (ه
ّ
فمن الملاحظ أن
ّ
، لأن
ً
ثانيا
ً
) مستأنفة استئنافا
ُ
ه
َ
يل
ِ
و
ْ
أ
َ
ت
َّ
لا
ِ
إ
...) يثير سؤال
ٍ
اب
َ
ت
ِ
ك
ِ
م ب
ُ
اه
َ
ن
ْ
ئ
ِ
ج
ْ
د
َ
ق
َ
قوله: (ل
رهم عن التصديق
ّ
من يسأل: فماذا يؤخ
بهذا الكتاب الموصوف بتلك الصفات؟
وهل أعظم منه آية على صدق الرسول
) َ
ون
ُ
ر
ُ
نظ
َ
ي
ْ
ل
َ
ــ ص ــ؟ فكان قوله (ه
كالجواب عن هذا السؤال الذي يجيش
في نفس السامع. والاستفهام إنكاري
ولذلك جاء بعده الاستثناء ــ ومعنى
ظرة بمعنى
ِ
) ينتظرون من الن
َ
ون
ُ
ر
ُ
نظ
َ
الانتظار. والاستثناء من عموم الأشياء
المنتظرات، والمراد المنتظرات من
هذا النوع وهو الآيات، أي ما ينتظرون
.
)9(
آية أعظم إلا تأويل الكتاب...)
ولكن (هل) هنا لا يقصد منها (ما)
النافية فقط؛ لأنه لو كان الأمر كذلك
لكانت الجملة (ما ينظرون إلا تأويله)، بل
إن التنغيم في أسلوب الاستفهام يختلف
عن التنغيم في أسلوب النفي، فهناك
العدد (٤٧) جمادى الأولى - جمادى الآخرة 8341 ه
1,141,142,143,144,145,146,147 130,131,132,133,134,135,136,137,138,139,...148
Powered by FlippingBook