مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

12
مجلة ينابيع
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
ي
ِ
ب
َ
أ
ْ
ن
َ
وي ع
ُ
للولد على الوالد، فقد ر
ى
َ
ل
ِ
إ
ٌ
ل
ُ
ج
َ
ر
َ
اء
َ
ج
َ
ال
َ
ق
A
ى
َ
وس
ُ
م
ِ
ن
َ
س
َ
ح
ْ
ال
ُّ
ق
َ
ا ح
َ
الله م
َ
ول
ُ
س
َ
ا ر
َ
: ي
َ
ال
َ
ق
َ
ف
F
ِّ
ي
ِ
ب
َّ
الن
ه،
َ
ب
َ
د
َ
ه وأ
َ
م
ْ
اس
ُ
ن
ِ
س
ْ
ح
ُ
: ت
F
َ
ال
َ
ا؟! ق
َ
ذ
َ
ي ه
ِ
ن
ْ
اب
.
)4(
) ً
نا
َ
س
َ
ح
ً
عا
ِ
ض
ْ
و
َ
ه م
ْ
ع
َ
وض
ّ
يوصي بحب
F
ولقد كان رسول الله
الصبيان وتقبيلهم ومداعبتهم، وكان هو
، وابنيها
D
نفسه يقبل ابنته فاطمة
، ويداعبهما ليملأ
C
الحسن والحسين
نفس الصبي بالحب والحنان، ويبعد عنها
عقدة الكراهية والقسوة والنفور، فيشب
الصبي سليم النفس، سوي السلوك،
نظيف القلب.
ل من
ُّ
فشخصية الإنسان تبدأ بالتشك
خلال التأثر بالواقع الأسري، والجو
الفكري والتربوي الذي يحيط به،
علم
ُ
عاش في كنف م
A
والإمام الحسين
، وقد
F
الإنسانية الأول الرسول الأكرم
أولاه عنايته الخاصة ورعايته منذ صغره،
في فكره وسلوكه
A
فكان أن نهج الإمام
وسلوكه القرآني.
F
نهج رسول الله
يؤكد
F
وذلك أن النبي الأكرم
في حديث آخر أهمية التربية ودورها
في البناء الفكري وفي تكييف الملكات
والاستعدادات الفطرية، وأثرها في
بناء الشخصية بقوله: (كل مولود يولد
دانه، أو
ّ
هو
ُ
على الفطرة، وإنما أبواه، ي
.
)5(
سانه)
ِّ
مج
ُ
صرانه، أو ي
ّ
ين
ولأهمية هذه النشأة وأثرها في نفس
الطفل داخل الأسرة، ما نلحظه في
،
A
لابنه الحسن
A
وصية الإمام علي
وهو يخاطب
ً
ومتجسدا
ً
فنشاهده واضحا
ِ
ض
ْ
ر
َ
الأ
َ
ك
ِ
ث
َ
د
َ
ح
ْ
ال
ُ
ب
ْ
ل
َ
ا ق
َ
م
َّ
ن
ِ
ابنه بقوله: (...وإ
ه
ْ
ت
َ
ل
ِ
ب
َ
ق
ٍ
ء
ْ
ي
َ
ش
ْ
ن
ِ
ا م
َ
يه
ِ
ف
َ
ي
ِ
ق
ْ
ل
ُ
ا أ
َ
م
ِ
ة
َ
ي
ِ
ال
َ
خ
ْ
ال
َ
ك
ُ
ب
ْ
ل
َ
ق
َ
و
ُ
س
ْ
ق
َ
ي
ْ
ن
َ
أ
َ
ل
ْ
ب
َ
ق
ِ
ب
َ
د
َ
الأ
ِ
ب
َ
ك
ُ
ت
ْ
ر
َ
اد
َ
ب
َ
ف
.
)6(
) َ
ك
ُّ
ب
ُ
ل
َ
ل
ِ
غ
َ
ت
ْ
ش
َ
وي
فنفس الطفل وعقله واستعداداته إذن
ً
قابلة للنمو والتوجيه الذي تتلقاه، خيرا
، كما تتقبل الأرض البذرة،
ً
كان أو شرا
فتنمو في رحابها، بغض النظر عن
خبثها أو طيبتها، ومن المعلوم بداهة دور
القرآن المجيد في بناء فكر الإنسان،
إذ كانت
A
ومن ذلك الإمام الحسين
التربية الأسرية القرآنية ذات أهمية بالغة
في بناء الشخصية الإنسانية، وتكوين
اتجاهها.
كما ونلحظ أثر القرآن المجيد على
المجتمع من خلال ذلك البناء، القيمي
ظ في الإنسان الفرد الشعور
ِ
وق
ُ
الذي ي
بالمسؤولية تجاه الآخرين، وذلك من
خلال تأكيد القرآن الكريم على مسؤولية
الإنسان تجاه نفسه وغيره، قال تعالى:
) (الصافات:
َ
ون
ُ
ول
ُ
ئ
ْ
س
َ
م
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
ِ
إ
ْ
م
ُ
وه
ُ
ف
ِ
ق
َ
ا كان تحت
ّ
42)، فالإنسان مسؤول عم
على إحداث تغيير
ً
تصرفه وكان قادرا
السؤال
ّ
فيه ونفع فـ( في ذلك اليوم يتم
عن كل شيء، عن العقائد وعن التوحيد
والولاية، وعن الحديث والعمل، وعن
النعم والمواهب التي وضعها الله سبحانه
، وكيف كان
)7(
وتعالى في اختيار الإنسان)
موقفه اتجاهها ومن ذلك موقف الإنسان
اتجاه الآخرين وهدايتهم إلى سواء
السبيل.
ومن ذلك ما نلحظه في السنة
: (ألا
F
الشريفة، قول الرسول الأكرم
،
)8(
).. ِ
ه
ِ
ت
َّ
ي
ِ
ع
َ
ر
ْ
ن
َ
ع
ٌ
ول
ُ
ؤ
ْ
س
َ
م
ْ
م
ُ
ك
ُّ
ل
ُ
ك
َ
و
ٍ
اع
َ
ر
ْ
م
ُ
ك
ُّ
ل
ُ
ك
: (اتقوا
A
ويقول أمير المؤمنين علي
الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون
.
)9(
حتى عن البقاع والبهائم)
وهو ابن الدوحة
A
والإمام الحسين
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook