مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 20

20
مجلة ينابيع
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
وآثارها على الأمة في تقييد مصداقية
الثائر وعمق مشروعه وأهمية حركته. وعند
العودة إلى الأسباب التي كانت وراء نهضة
فإن الحديث يتشعب
A
الإمام الحسين
ويتعقد ولكن نشير على نحو الاختصار إلى
بعض الخلفيات والواقع الذي كانت تعيشه
الأمة والمجتمع ومدى حاجتهما للإصلاح.
وهنا التاريخ يحدثنا عن البيئة والدولة
يعيش فيها هو وأتباعه،
A
التي كان الإمام
فقد كانت الدولة تعيش التردي والانحراف
على جميع المستويات فالفساد أخذ منها
كل مأخذ وانتهاك الحقوق والحريات
وسحق المبادئ والواجبات صار الملمح
العام والطابع الملتصق بها إلى أن وصل
تسليم الأمر إلى شخص لا يعرف للحق
بين
ً
بل تجده منغمسا
ً
وللقيم مسلكا
ً
طريقا
شهواته وخمره وأريد له أن يتسلم زمام
الأمور ويسيطر على مصالح الناس والبلاد
وهو يزيد بن معاوية (لعنه الله) وهنا تتأكد
الانتفاضة وتستدعي الأمور من المصلحين
أن يقفوا بوجه الفساد ويقاطعوا الانحراف.
في حينها وقف سيد المصلحين الإمام
بوجه ذلك الوضع ليكشف
A
الحسين
زيفه وانحرافه ويعيد القيم والمبادئ إلى
موقعها الصحيح وهذا التحرك والانتفاض
آخر يطمئن الناضرين بنقاوة
ً
يعد مؤشرا
لدخل
ً
الثائر ونزاهته لأنه لو كان منحرفا
في أروقة السلطان وحافظ على وجوده
أن
ً
وعلاقته به من عصره وخصوصا
الطاغوت في حينه عرض البيعة عليه ولو
. ً
قبل بها لكان الأمر مختلفا
ب ـ الآليات والوسائل التي استثمرها
الثائر في المشروع.
لا يخفى على المراقب لأي حركة أو
مشروع مدى أهمية الأدوات والوسائل التي
يستخدمها الثائر أو صاحب أي مشروع
إصلاحي عام في الكشف عن مصداقيته
ونزاهة حركته ونشير إلى بعضها مع
تطبيقها مباشرة على حركة الإمام
:
A
الحسين
(1) إعلان الحركة على ضوء مراسلات
ومناشدات من أهل الكوفة وعدم فرض
. ً
النهضة على الأمة فرضا
(2) إعلان النهضة في مكان عام
وزمان عام مما يكشف عن ارتباط القضية
بالجميع وإن فيها مصالح الناس والحفاظ
على قيمهم وبشريتهم وديانتهم.
(3) عدم اتخاذ الأماكن الآمنة وذات
الرمزية العالية كمكان للنهضة.
(4) عدم استخدام المال العام
وممتلكات الناس في الدعوة إلى المشروع.
(5) عدم إعطاء الوعود الكبيرة
والإغراءات المادية والمناصب السلطوية،
بل من البداية أعلن أن المصير هو القتل.
(6) تذويب العنصريات والقوميات في
الدعوة والاستنفار، حيث لم يتم الاقتصار
على بني هاشم أو العرب أو المسلمين أو
الموالي بل تم عرض القضية على الجميع
منذ إعلانها وفي أثناء طريق المسير وحتى
مع الأعداء.
ج ـ الغاية التي يقدمها الثائر:
وهي من المعايير الضرورية في الكشف
عن مدى عمقه ومسؤوليته في حركته
أعلن أن الغاية هي (الإصلاح)
A
والإمام
لكل المفاسد التي كانت في عصره.
د ـ الأخلاقية والإنسانية مع العدو
والصديق:
إن من أعظم الاختبارات والمقاسات
التي تكشف زيف المصلح من حقيقته
وأحقيته وفساده من نقائه وطهره، هو
1...,21,22,23,24,25,26,27,28,29,30 10,11,12,13,14,15,16,17,18,19,...132
Powered by FlippingBook