مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 16

مجلة ينابيع
16
القول بخلق القرآن
رق
ِ
... وموقف الف
الإسلامية
عد
ُ
دراسة في الب
العقدي والسياسي
د. محمد كاظم حسين الفتلاوي
كلية التربية /جامعة الكوفة
أخذت مسألة القول بخلق القرآن أو
لم
ً
أزليته في الفكر الإسلامي أبعادا
عد العقائدي فحسب،
ُ
تقتصر على الب
عد السياسي والتطرف
ُ
بل تعدت إلى الب
الذي أدى إلى الإقصاء العقدي والجسدي!
ولعل أول من أثار هذه المسألة هم
رقة المعتزلة، وإن كان من المعلوم أن لا
ِ
ف
رق
ِ
خلاف بين المعتزلة وخصومهم من الف
الإسلامية على أن الله تعالى متكلم وأن له
كلام وأن القرآن كلامه، لكن الخلاف حول
معنى الكلام وحقيقة المتكلم وهل القرآن
مخلوق أم غير مخلوق؟
أجمع المعتزلة على أن القرآن كلام
الله؛ أي خلقه الله، فهو مخلوق لله تعالى،
يقول القاضي عبد الجبار: (ولا خلاف بين
جميع أهل العدل في أن القرآن مخلوق
محدث مفعول؛ لم يكن ثم كان، وأنه أحدثه
بحسب مصالح العباد، وهو قادر على
أمثاله، وأنه يوصف بأنه مخبر به وقائل
عله، وكلهم يقول: إنه
َ
وآمر وناه من حيث ف
.
)1(
عز وجل متكلم به)
وقد أوردوا أدلة كثيرة على حدوث كلام
الله، نورد نماذج منها فيما يأتي:
فلا بد من أن
ً
1- أنه لو كان الكلام أزليا
في الأزل، والكلام
ً
مخاطبا
ً
يصادف مأمورا
من غير مخاطب سفه يتعالى الله عن ذلك.
،
B
2-اختلافخطاباللهتعالىللأنبياء
غير خطابه للنبي
A
فخطابه لموسى
، ومنهاجه مع الرسولين مختلف،
F
محمد
ا هو في نفسه
ً
ويستحيل أن يكون معنى واحد
كلامه مع شخصعلى معان ومناهج، وكلامه
مع شخص آخر على معان ومناهج أخر ثم
،
)2(
ا
ً
ا ومعنى واحد
ً
ا واحد
ً
يكون الكلامان شيئ
وهنا ينفي المعتزلة أن يكون الكلام صفة لأنه
ا، ولاستحالة
ً
لو كان صفة لكان كلامه واحد
مع وحدته أن يحوي حقائق مختلفة، لذا لا بد
ا.
ً
حادث
ً
أن يكون فع
3- تحدي الله سبحانه للعرب بالقرآن
ÍÃMI¹Ä
قرآنيات
7341هـ
العدد (07) شهر رمضان ــ شوال
1...,17,18,19,20,21,22,23,24,25,26 6,7,8,9,10,11,12,13,14,15,...132
Powered by FlippingBook