20
مجلة ينابيع
العدد (07) شهر رمضان ــ شوال 7341هـ
ا
َ
م
َّ
ن
ِ
(إ
أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى:
َ
ون
ُ
ق
ُ
ل
ْ
خ
َ
ت
َ
ا و
ً
ان
َ
ث
ْ
و
َ
أ
ِ
الله
ِ
ون
ُ
د
ْ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
د
ُ
ب
ْ
ع
َ
ت
.
)15(
) ً
(العنكبوت: 71) أي كذبا
ا)
ً
ك
ْ
ف
ِ
إ
ويرى الشيخ المجلسي بهذا أن في قول
تقية، فيقول: (الظاهر أن فيه
A
الإمام
ا من التقية أو الاتقاء لامتناع المخالفين
ً
نوع
من إطلاق هذا اللفظ على القرآن أشد
.
)16(
الامتناع)
قد اجتنب
A
وبذلك تجد أن الإمام
الدخول في هذه اللعبة السياسية التي
أريقت بسببها دماء دونما طائل.
أكدوا على قضايا
B
نعم، إن الأئمة
حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين
وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية،
إقحام أنفسهم
B
ب الأئمة
ّ
في حين تجن
وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على
المستويين العلمي والعقائدي كما قلنا.
وبكلمة فإن الشيعة الإمامية يذهبون
بالقول إن القرآن مخلوق، ويرون أن من
وصف الكلام بالقدم (فقد أثبت مع الله
آخر، وذلك خلاف ما أجمعت
ً
تعالى قديما
ة في عصر الصحابة والتابعين،
ّ
م
ُ
عليه الأ
.
)17(
ومن بعدهم إلى أيام الأشعري)
ومن لطيف ما قاله ابن عاشور في هذا
ّ
المورد هو: (أنه كلام الله أوجده الله ليدل
F
على مراده من الناسوأبلغه إلى الرسول
، فلم يكن من تأليف مخلوق
ْ
ك
َ
ل
َ
بواسطة الم
ولكن الله أوجده بقدرته بدون صنع أحد،
.
)18(
بخلاف الحديث القدسي)
وعلى كل حال نعتقد أن مسألة خلق
القرآن أو أزليته ذات صلة بالأحداث
السياسية والنحلية والطائفية والعنصرية
التي حدثت في القرون الإسلامية الأولى،
وكان لتسرب الأساليب الكلامية والكتب
الفلسفية الأجنبية أثر قوي فيها، وأنها لا
تتصل بآثار نبوية موثقة ثابتة في ذاتها،
عما هناك من آثار عن المعصوم
ً
فض
تنهى عن التورط في بحوث قد تنتهي إلى
الخوض في ماهية الله والقرآن ومحتوياته
وإنه يكفي للمسلم أن يظل فيها في حدود
التقريرات القرآنية من أن القرآن كلام
الله ومن عند الله، ومن أن الله ليس كمثله
الوجود
ّ
شيء، وإن ما عدا ذلك متصل بسر
الوحي والنبوة مما
ّ
وواجب الوجود وسر
لا يستطاع إدراكه بالعقل البشري، وإنه لا
طائل من الجدل والخلاف فيه ولا ضرورة
له، وإنما الذي يعنينا هنا هو تقرير أن هذه
المسألة الخلافية قد تكون أدت بين حين
وآخر وبقصد وبغير قصد إلى إغفال الآيات
القرآنية وصلتها بأحداث سيرة المعصوم،
ا .
ً
ا عابر
ً
هذه الأحداث والظروف شأن
َّ
وعد
وأن هذا قد أدى إلى ما قيل من أقوال
ن من تخمينات حول أسرار القرآن
ّ
وضم
وحروفه ورموزه ومغيباته وماهيات ما جاء
فيه من مشاهد الكون ونواميس الخلق
وقصص التاريخ والأمثال ومطوياتها مما
لا يتسق مع حقائق الأمور وأهداف القرآن
الواضحة في الهداية والإرشاد والدعوة
إلى الخير والحق وأسباب السعادة، ومما
فيه تشويش على الأهداف وعلى الناظر
في القرآن والراغب في تفهمه وتفهم
سيرة المعصوم (النبي والإمام) والأسس
والمبادئ القرآنية، وما كان من سير
>
التشريع القرآني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) المغني، 7/78، للتوسعة ظ: أحمد أمين، ضحى
الإسلام، 3/471.
2) ظ: الشهرستاني، نهاية الاقدام، ص092 - 103.
3) ظ: القاضي عبد الجبار، المغني، 7/08 - 68.
4) ظ: المصدر نفسه، 7/281.
