مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

9 مجلة ينابيع شهر رمضان ... شهر الصبر والنصر والشكر
متميزة، ً عالمية ً عسكرية ً ة َّ بجدارة تصنيفهم قو
فهم من جانب سطروا أروع صور البسالة
ورباطة الجأش أمام الأعداء حتى أذهلوا
، ٍّالعقول، من غير اعتداء أو انتقام أو تشف
وفي مشاهد أخرى تناقلتها وكالات الأنباء
والمنظمات الحقوقية عبر العالم كانت دموعهم
ا على المستضعفين ً ا ورحمة وعطف ً تنهمر إشفاق
والأطفال من تلك العوائل ، التي كانوا
يقدمون لها الماء والطعام، ويعاملونها بحب
واحترام، لدرجة جعلت البعيد قبل القريب
"نظافة" والمخالف قبل الموالف يشهد على
هذه الحرب ونبل غاياتها ونزاهة أساليبها.
. ) َينِنِم ْ ؤُ ْ ا ُ ْ َا نَنْيَ ل َ ا ع ًّ ق َح َ ان َ ك َ (و
وغني عن البيان أننا بحاجة إلى تعزيز هذا
النصر والمحافظة عليه، بالتمسك بأسبابه
وعدم التهاون في أي فقرة من فقراته أو
التفريط بها، أو التراخي والاغترار . بقدرات
قواتنا والركون إليها، فمانح النصر قادر على
سلبه، لا سمح الله.
ا لله على هذه النعمة العظيمة ـ ً شكر
يزيدنا الله من فضله ْوبالشكر تدوم النعم ـ، ول
، فمعركتنا ) ْم ُ ك َّ ن َ يدِزَ َ ْمُت ْ ر َ ك َش ْ نِئَ(ل وتوفيقه،
ِا تنتهّ والظلام ولم ِّ مازالت قائمة مع قوى الشر
بعد، ولنا معها جولات وصولات، وعدونا
ولا ذمة، يتربص ًّ فاجر لا يرقب في مؤمن إ
بنا الدوائر، ويحاول النفوذ بين صفوفنا بشتى
السبل لتفريقنا وتشتيت قوانا، ومحاولة
إشغالنا بزرع الفتن بين أبنائنا أو إضعافنا
وحل عزائمنا من خلال ترويج الشائعات
المثبطة لنا. والتي من أهمها زعزعة الثقة بين
قياداتنا ورموزنا من جهة وبين جماهيرنا
من جهة أخرى، فينبغي على الأمة الحذر
والوعي لما يخطط له الأعداء وعدم الانجرار
وراء الشائعات أو الإعانة على ترويجها بين
صفوفنا، بل ينبغي الوقوف أمامها بحزم
وشدة وصد كل من يتفوه بها ومحاولة إرشاده
. ً وتوعيته إن كان غاف
لقد علمتنا التجارب والتاريخ يحدثنا أن
الأمة التي تتخلى عن قياداتها تتيح للصعاليك
أن يتأمروا عليها ويحكموها بالحديد والنار،
فلوعة الأمس البعيد والقريب مازالت بين
جوانحنا ولم تفارقنا آثارها بعد ، ومرارتها
تحت ألسنتنا نغصبها كل حين.
ر ونحن في هذا الشهر ّ ختاما نذك
الشريف: أن من مقومات النصر في هذه
الحرب رعاية عوائل المجاهدين، فقد ورد عن
ا في أهله ًف غازي َّ : (من خلFالنبي الأكرم
فقد غزى)، وبالخصوص الاهتمام بعوائل
الشهداء وأيتامهم، فهؤلاء أمانة الله عندنا،
ولهم حق في أعناقنا، ومهما بالغنا في رعايتهم
لا نؤدي كامل حقوقهم، بل لا نصل إلى جزء
يسير مما جاد به آباؤهم، ألا وقد جادوا بأعز
ما يملكون: أنفسهم؟ والجود بالنفس أقصى
غاية الجود.
رئيس التحرير >