25
مجلة ينابيع
الصوم
فيعمق تاريخه
وغاياته
الشيخ عبد الرزاق آل فرج الله
أستاذ في الحوزة العلمية
عملية الصيام عميقة الجذور في
التأريخ، وأصيلة المنبع في وجود
الكائنات قبل أن يحددها القرآن
الكريم بهذه الكيفية، وترتبط جذور هذه
الفريضة التأريخية على مستويين:
على صعيد الجانب الكوني
الأول:
العام، فمن المعروف أن صيام الحيوانات
أمر طبيعي، يرتبط بحياتها التكوينية،
ونظام غذائها بما يناسب طبيعتها، فبعض
المخلوقات تصوم لبضعة أيام وبعضها
لفترات طويلة، والنباتات تصوم مدة
من الزمن برقدة تحت أجنحة الشتاء،
ثم تعود وقد اكتست حلة جديدة خضراء
ندية، وبدأت في استعادة حيويتها بعد تلك
الرقدة.
من الضروري أن
ّ
وقد يرى الفلاح أن
يفرض على مزروعاته الصيام فترة من
الزمن، لحكمة تكوينية تقتضيها طبيعة
النمو للمزروعات.
على مستوى الجانب الإنساني،
الثاني:
الأمم السابقة كانت تفرض
ّ
فالمعروف أن
تصلها
ْ
ة الصيام قبل أن
ّ
على أفرادها عملي
الرسالات السماوية لفترات متعاقبة، إيمانا
منها بضرورة التكيف على قلة الطعام،
كائن
ّ
يام بحاجة كل
ّ
بحكم ارتباط عملية الص
إلى الخير والعطاء منذ وجوده إلى فنائه.
والإنسان أبرز الكائنات التي تتطلع
إلى الخير والأمان والعزم والقوة والنقاء
ا
ً
أو مساهم
ً
والطهر، ويعد الصيام كفي
بتوفير ذلك إلى الإنسانية .
وقد أشار القران الكريم إلى عمق هذه
َ
ب
ِ
ت
ُ
وا ك
ُ
ن
َ
م
َ
آ
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
(ي
الغاية بقوله
ْ
ن
ِ
م
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ى ال
َ
ل
َ
ع
َ
ب
ِ
ت
ُ
ا ك
َ
م
َ
ك
ُ
ام
َ
ي
ِّ
الص
ُ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
(البقرة:381).
) َ
ون
ُ
ق
َّ
ت
َ
ت
ْ
م
ُ
ك
َّ
ل
َ
ع
َ
ل
ْ
م
ُ
ك
ِ
ل
ْ
ب
َ
ق
(والمراد بالذين من قبلكم، الأمم
السابقة من المليين في الجملة، ولم يعين
ÍÃMI¹Ä
ملف العدد
الصوم في عمق تاريخه وغاياته